هل سمعتم بقطيع من الخراف تتعاطف مع الذئب المفترس؟, وهل سمعتم بصاحب عقل يناصر القاتل ضد المقتول؟.
قد يقول قائل: ما سمعنا بهذا, بل هذا لا معقول وإن كان حاصلاً فهو جنون.
نقول: بل هو كائن في عالم لم يعد للقيم فيه وزن, ولا للأخلاق قيمة, عالم يموج بالماديات والمصالح.. والغريب الغير متوقع أن يكون في اليمن صنف منهم نسمع بهم عبر الإعلام يقيمون ندوات ومظاهرات تندد بالضحية, لأنه ضد المقاومة, حسب زعمهم.
تخيلوا شعب سوريا يذبح ويدمر بكل أنواع الأسلحة (من قبل من هو منوط به حمايتهم), لأنهم ضد المقاومة, هجر أكثر من ستة ملايين, لأنهم ضد المقاومة, قتل منهم أكثر من مائة ألف وأضعاف أضعاف ذلك جرحى, لأنهم ضد المقاومة.. (حزب الله) دخل ينصر بشار على شعبه نصرة للمقاومة, الحوثيون ينصرون بشار نصرة للمقاومة التي ظلوا يمارسونها من اليمن (بالصرخة), حتى دخولهم واقتحامهم المساجد في صعدة وغيرها ليؤدوا الصرخة نصرة للمقاومة.. حزب البعث فرع سوريا يقول عبر إعلامه بأن هناك المئات من اليمنيين سيذهبون لنصرة بشار نصرة للمقاومة، مع أن بشار ومن قبله أبوه لم يطلقوا طلقة واحدة على إسرائيل برغم الجرائم التي ارتكبها العدو الإسرائيلي على أرض سوريا من ضرب المنشآت النووية واغتيال عماد مغنية وتدمير مخازن الأسلحة قرب غرفة نوم بشار الأسد والعدو الإسرائيلي يقول إن الأسلحة الكيميائية في أيادٍ آمنة (يد النظام).. إذاً متى كان النظام القاتل لشعبه مقاوماً؟ وهل تعد كلمات الشتم والسباب عبر الإعلام هي المقاومة مع حماية حدود دولة العدو طيلة حكم فترة بيت الأسد؟.. ومن باب العدل فإيران ونظام الأسد دعموا المقاومة ولم يمارسوها, دعموها كورقة سياسية تجعل لهم مكانة في سياسة الشرق الأوسط لتعود عليهم بما ينفعهم وليس على الفلسطينيين, وإلا لكان الفلسطينيون قد حرروا بلادهم من زمن بعيد, ولنفترض أن بشار من أولياء الله الصالحين ومن كبار المجاهدين, هل هذا يشفع له أن يفعل هذا الإجرام والخراب والدمار بحق شعبه وعلينا نصرته؟.
إن تأييد القتل والدمار التي يرتكبها بشار يجب أن توضع في مكانها الصحيح الشرعي والأخلاقي, إنها إجرام بكل ما تعنيه الكلمة وفقاً لقوانين السماء والأرض, وإن من ينصر هذا المجرم مجرم مثله, وإنه تعاون على الإثم والعدوان ولو ألبسوا هذا التعاون لبس المقاومة.. وما أراها إلا مقاومة, أي توجه حقيقي لتحرير فلسطين.
محمد بن ناصر الحزمي
القول البتار في المتعاطفين مع بشار 1770