كان الشعب اليمني قبل الوحدة في عام 1990م شعباً واحداً في ظل دولتين, دولة سيادية نظامية جميع مواطنيها سواسية أمام النظام والقانون ودولة قبلية مشيخية يسود فيها الظلم والجور والعرف.. لكن توحدت الدولتان في 22مايو 1990م ودخل الجنوبيون الوحدة طواعية, كانت العاطفة المتحكمة فيهم قيادة وشعباً مع الاعتراض على الوحدة في ذلك الوقت من قبل المتشددين والمتشدقين عليها ناهبي الأراضي والثروات..
لقد استمرت الوحدة في دولة واحدة وشعب واحد حتى إعلان الحرب على الجنوب في صيف 1994م واجتياح الجنوب وإنهاء البنية التحتية والمؤسسات وتسريح القيادات المدنية والعسكرية وطرد العمال والموظفين من أعمالهم وكسب أرزاقهم.
أصبح الشعب اليمني جنوباً وشمالاً شعبين مختلفين في ظل دولة واحدة ولكن بثقافة هويتين جنوبية وشمالية رغم عدم وجودها قبل الوحدة وبعد الوحدة مباشرة 1990م -1994م استمر التسريح للقيادات العسكرية والمدنية وسياسة الإقصاء والضم والنهب والفيد من 1994م حتى تاريخ 2006م بداية الاعتصامات والمظاهرات والمطالبات الحقوقية والسياسية بعودة الدولة وتقرير المصير لشعب الجنوب, الوحدة يستفاد منها جماعات وشلل مشائخ وقادة وسياسيين.. لكن الشعب في الشمال والجنوب لم يتطور ويطمح برزق كريم رغيد وطمأنينة وسلم وأمان استقرار اجتماعي وسياسي واقتصادي..
لقد نشبت الوحدة منذ بدايتها لنا جميعاً الثأر والنعرات القبلية والطائفية وتدمير التعليم بكل مستوياته الابتدائي والإعدادي والثانوي والجامعي وأصبحت الأجيال أمية بدرجة امتياز والكل مشارك في هذه المصيبة الأسرة والمدرسة والمعلم والدولة والوزارة والسلطة المحلية.
سننتظر مخرجات الحوار الوطني خلال الستة الشهور مارس وسبتمبر 2013م عبر فرق العمل التسع المشاركة في الحوار الوطني وأهم فرقها بناء الدولة والقضية الجنوبية وقضية صعدة, الكل مشارك على الطاولة بعد صدامات دامية وخصومات سابقة وصراعات مريرة, المهم في الحوار الوطني أطياف العمل السياسي والأحزاب والتنظيمات والمشائخ والشباب والمرأة ومنظمات المجتمع المدني والسلطة والمعارضة والمماحصة وجهاً لوجه دون تحفظ أو تخوين أو تجريح.
علي صالح العانتين
دولة واحدة في ظل شعبين 1633