للحلم الجميل نكهة لا توصف, وما أجملها من لحظة عندما يبتسم الحلم فيصبح حقيقة نعايشها ونتعايش معها.
ومن هنا فإنه لا يخفى على أحد مدى الوضع المأساوي الذي عاشه الشعب اليمني طوال سنين عجاف, ذاق فيها المر والعلقم, وتجرع فيها الآلام والأحزان التي لا تقوى على حملها الجبال, فما بالكم بشعب ضعيف كالشعب اليمني والذي لم يدع له الطغاة والمفسدون إلا هيكل يمشي ,يتجرع الآهات ويشرد ويهان على الحدود والطرقات ,هكذا أرادوا القضاء على حلمه, أرادوه مقيماً في قفص المجهول وسجون الأوهام ,سجنوا أحلامه وتمنوا أن يبقى ميتاً يمشي ويبقى فقط ليجنوا من ورائه الثروات والأموال ,لكنه في ساعة الصفر أفاق الشعب ليعلن ثورة على نظام كامل لا على فرد كما يظنه البعض ,وبعد مضي زمن ليس بالقليل على قيام الثورة الشبابية الشعبية السلمية هل يمكننا القول بأن لنا أن نحلم كيفما نشاء؟ وهنا تتبادر على أذهان كل الشعب اليمني تساؤلات عفوية تنطلق من آلامه التي لا تحصى وآماله التي لاتعد فنقول:
أليس من حقنا أن نحلم بدولة النظام والقانون دولة العدالة والمساواة؟, أليس من حقنا أن نحلم بيمن ذي اقتصاد مرتفع وجيش قوي موحد وقيادة وطنية ناجحة؟ أليس من حقنا أن نحلم بتعليم حقيقي منظم ذو كادر مؤهل وكفؤ؟ أليس من حقنا أن نحلم بمؤسسات خالية من كل أشكال الفساد وفيها الأولوية لذوي الكفاءات والمهارات؟ أليس من حقنا أن نحلم بان تكون كرامة اليمني محفوظة ورأسه مرفوع الهامه أينما حل في العالم؟ اليس من حقنا أن نحلم بيمن آمن سعيد جميل يسابق دول العالم في التقدم والرقي؟ أليس من حقنا أن نحلم بيمن خالي من كافة الصراعات القبلية والطائفية والمناطقية والحزبية؟ أليس من حقنا أن نحلم بيمن مستقر خالٍ من الفساد وصانعيه والقتل وفاعليه والخوف وزارعيه؟.
أليس من حقنا أن نحلم بيمن فيه القضاء مستقل لا يستطيع أي فرد أن يقف في وجه قراراته مهما كان نوعه أو مركزة أو فصيلته أو...الخ؟. لعل كل ما سبق يعد من حقوقنا.. فيا هل ترى هل يحق لنا أن نحلم كما تحلم شعوب العالم ,أم أن حقوقنا ستصبح أحلاماً كما عهدناها ولن تتحقق, نتمنى أن يتغير حالنا إلى الأفضل, فنحن نريد بلاداً أخرى.. أرضاً للزمرد والياسمين.. نعيش فيها بدون حدود أو تصنيفات.. بدون توجهات وأجندات.. الجميع نزيه والجميع معطاء والجميع عادل والحقوق موجودة والواجبات مؤداة, وهذا كل ما نحلم به ونسعى إليه.
ومـــضــــة:
تأمل من شعور يخطو في طريق طويل بلا نهاية
يُرسم على أرض الخيال
لربما يتحول إلى واقع يلمس فيه المنشود
وربما يصبح سراباً ينفذ من باب الخيال بظله بكل هدوء
ونحن من نجعل أحلامنا جميلة
ومصطلح سراب الأحلام هو قاتل لجمال الأحلام
فنعيش أحلامنا ونتخيلها ونزرع الأمل فيها
ليغذيها فتنمو وتكبر وإن لم تتحقق
فيكفي أن عشنا معها أملاً كنور يسكنها
وليس يأساً كظلامٍ يحتلها فتصبح سراباً.