;
تيسير السامعى
تيسير السامعى

الوحدة بين أحلام البسطاء وأطماع الساسة 1456

2013-05-29 18:43:11


مهما اختلفت الطروحات وتباينت الآراء يظل يوم الثاني والعشرين من مايو عام 90 ميلادية يوماً تاريخياً لا يمكن أن ينسى أو يمحى من ذاكرة اليمنيين.. ففي هذا اليوم انتهى عهد التشطير وتم إعادة تحقيق الوحدة اليمنية التي قدمت من أجلها التضحيات وناضل الأحرار والشرفاء..
إن الوحدة هي الأصل والتشطير هو الاستثناء, فاليمنيون جميعاً أبناء قحطان بن هود عليه السلام وقد ظلت الوحدة هي الأساس في تاريخ اليمن مند أن قامت أول حضارة في شبه الجزيرة العربية في القرن العاشر قبل الميلاد وحتى الوقت الحاضر, فيما التشطير والتجزئة هي الاستثناء التي كانت تحدث نتيجة الأطماع الشخصية وضعف الدولة المركزية في بعض فترات التاريخ, لكن سرعان ما تعود اليمن إلى الوحدة من جديد..
لقد جاء إعادة تحقيق الوحدة اليمنية استجابة لإرادة الشعب الذي أرادها وحدة للقلوب والأروح, وحدة حب وعطاء, وحدة شراكة وتعايش, وحدة بناء ونهضة, وحدة تحقق النماء والتقدم والديمقراطية والرفاه.. وأرادها الحكام والساسة وحدة من نوع آخر تلبي طموحاتهم وتحقق مصالحهم الضيقة.. لذلك تم التآمر عليها من أول يوم وصار كل طرف يجرها لصالحه, حتى جاءت حرب صيف 94 الظالمة التي دمرت أحلام اليمنيين وقضت على تطلعاتهم في بناء دولة ديمقراطية حديثة.. حولت مشروع الوحدة من وحدة شراكة إلى وحدة ضم وإلحاق..
التآمر على الوحدة من قبل بعض الساسة لايزال قائماً إلى اليوم, فالذين تآمروا عليها في الماضي وحولوها إلى مجرد مشروع شخصي ما زالوا يتآمرون من أجل القضاء عليها والعودة باليمن إلى زمن التشطير والتجزئة تحت شعارات ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب, لكن هيهات هيهات أن يكون لهم ذلك, فإن الشعب اليمنى لهم بالمرصد.. فالوحدة بإذن الله مستمرة، لكن ليس بالصيغة الحالية التي كرست بحرب ظالمة فرض فيها المنتصر سياسته على المهزوم, وإنما بصيغة جديدة تحقق الشراكة والتعايش والانسجام وتلبي طموحات وتطلعات اليمنيين البسطاء وهذا ما نأمل أن يخرج به مؤتمر الحوار الوطني الشامل.
إن إنكار بعض الساسة ليمنية جنوب الوطن وإطلاق تسمية الجنوب العربي عليه دعوة باطلة ليس لها أصل تاريخي, إنما أطلقتها السلطات الاستعمارية في أواخر الخمسينات من القرن الماضي علي المحميات بغرض مواجهة مطالب الأمام في الشمال بأحقية حكم الجنوب وإجهاض تنامي دور الحركة الوطنية المطالبة بالوحدة.
إن الظلم والإقصاء والتهميش والممارسات الهمجية التي مارسها النظام البائد ضد أبناء المحافظات الجنوبية بعد انتصاره في صيف 94 ولدت السخط من الوحدة وأظهرت الدعوات المطالبة بالانفصال وفك الارتباط, هذا أمر طبيعي ليس المسئول عنه المظلوم, إنما الظالم الذي مارس الظلم وانتهك الحقوق وصادر الممتلكات.. هذا الدعوات التي تصدر من البسطاء من الناس جاءت كردة طبيعية, لكن بعض الساسة الذين فقدوا مصالحهم يحاولون استغلالها وتوظيفها توظيفاً قذراً يحقق تطلعاتهم وأحلامهم على حساب أحلام وتطلعات البسطاء من الناس الذين يتطلعون إلى يمن موحد قوي مزدهرة ووحدة تحقق لهم العدل والمساواة والحياة الكريمة..
على هؤلاء الساسة أن يراجعوا حساباتهم ويتركوا البسطاء يقررون مصيرهم ويبنون دولتهم بالطريقة التي يريدونها وتحقق مصالحهم, ويكفي ما ارتكبوا من جرائم في الماضي في حق الشعب الوطن.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد