;
محمد أمين الخزرجي
محمد أمين الخزرجي

لن يمروا بفعلتهم! 1820

2013-05-29 18:47:56


ذاك ما لم نكن نتوقعه أن تشرد من بيتك ( الخيمة ) التي اعتبرناها منزلاً للحرية وبداية انطلاقة ليمن مشرق، لن ننسى ذاك اليوم الرهيب الذي كنا نغني فيه بحرية مطلقة، رقص الأطفال على أنغام الحرية، تهليل النساء بتكبيرات المستقبل القادم الوضاح، رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه وبدأوا برسم كل أشكال الدولة المدنية الجديدة.
جاء الحقد الأسود وزبانيته يوم 29 مايو ليطفئوا كل ذاك اللهيب المشتعل من الحرية المطلقة ليخمدوا ثورة خرجت بسلمية لا حول لها ولا قوة، بداء العقاب الجماعي لأحرار تعز بعد أن قُمعت مسيرات عِدة واعتقال شباب اخيار ومحاولات عديدة كلها باءت بالفشل الذريع لينتهي بهم المطاف بأخدود جماعي، ولم يدركوا تماماً أن في قصة الاخدود آمن الشعب بأكمله آمنا برب هذا الغلام ( الثورة ) ، فهرع أصحاب الملك إليه ( قيران ) وقالوا: أرأيت ما كنت تخشاه! لقد وقع، لقد آمن الناس ( بالثورة ).. فعلاً فقد وجدوا قتل شباب الثورة ما كانوا يخشونه.. فأمر الملك (عفاش) بحفر شقّ في الأرض، وإشعال النار فيها.. ثم أمر جنوده، بتخيير الناس، فإما الرجوع عن الإيمان ( الثورة )، أو إلقائهم في النار.. ففعل الجنود ذلك، حتى جاء دور امرأة (تعز) ومعها صبي لها (شباب أحرار)، فخافت أن تُرمى في النار, فألهم الله الصبي أن يقول لها: يا أمّاه اصبري فإنك على الحق.
نعم.. إنها الحرية, إنها تعز آمنت كل تعز بالحرية دعت كل اليمن لتعز بقلوب محرقة عليها، بدأت مسيلات الدموع تخترق الصفوف وتدخل الخيام والكل متأهب ومستعد لحثالة لا دين لهم سوى الدماء، كنا نعيدها لهم (هذه بضاعتكم ردت إليكم) إلا أنهم أبدلوها برصاص قاتلة وإحراق الخيمة الأولى ثم الثانية والتي تليها وصب المياه ( مجاري ) على الجسر البشري في الجهة الشرقية من الساحة, تقدموا قليلاً وقليلاً ونحن نحتشد لصد كل الاعتداءات على حديقة الحرية ونختنق من مسيلات الدموع التي لم تكن تسيل الدموع بقدر ما تخنق الصدور، في منتصف الساحة بدأت الهلوسة لسكارى لا يحملون سوى كلمة أننا إرهاب، فعلاً فقد كنا إرهاباً لكل ظالم وطاغية, أرهبناهم بصدورنا العارية وسلميتنا الرائعة، تم إحراق الساحة بشكل نهائي وهرب الأحرار ليس خوفاً من شهادة خرجوا من أجلها بقدر ما خرجوا لحياة كريمة، ودولة مدنية، ومستقبل رائع بأهدافهم السامية، لذلك وجب عليهم (استراحة المحارب) ليعودوا برؤية جديدة وطريقة أروع من سابقها!..
الثورة تجددت وتوسعت بعكس ما كانوا يظنون أن إحراق الساحة ستنهي ثورة 11 فبراير بشكل عام ولم يحسبوا لها بانها ستزداد اشتعالاً وستتوسع بشكل أكبر وأن يوم 29 مايو سيأتي يوم تجديد للمطالبة بقتلة الشباب ومجرمي اليمن ومحطة تجديد للنيل من كل فاسد وظالم.
أيها الأحبة: نتفق معاً أن من المعيب أن يكن من شارك في الأخدود لساحة الحرية وخطط للنيل من ثورة الشباب السلمية ما يزال يتربع على كرسي منصبه وكأنه لم يحدث شيء، من المعيب حقاً أن يظلوا وكلاء في المحافظة, فهم لا منصب لهم حتى وإن تولوا الحراسة علينا ليل نهار أو نظافة منازلنا باستمرار غير زنازنة يشرف عليها الأحرار، نريد محاكمة لهؤلاء محاكمة عادلة تؤتي بحقهم فقط لا زيادة ولا نقصان والله يمهل ولا يهمل, فلن يمروا بفعلتهم.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد