ودعت محافظة إب قبل أيام علماً من أعلامها الشيخ العالم/ محمد بن علي محسن شداد( رحمه الله).. هذا الشيخ الذي قضى عمره بفضل الله إما بالإفتاء أو التربية أو التعليم أو الوعظ أو الإصلاح بين الناس وهذه نعمة امتن الله بها على من يشاء من عباده.. فالشيخ الراحل ذو الخمس والسبعون عاماً تهزك همته وتعجب من سريان روح الشباب فيه ويبهرك تواضعه على عكس كثير من أدعياء العلم, فالراحل زاده العلم تواضعاً، وهو الاجتماعي الذي يشارك بفاعلية ويحرص على حضور المناسبات دون كلل أو ملل, قربت المسافات أو بعدت, يبذل الجهد والوقت في الإصلاح بين الناس راغباً ومبتغياً الأجر من الله..
أقدميته في الانضمام للحركة الإسلامية وتأسيس الإصلاح لم تجعله متطلعاً إلى المراكز القيادية, بل يتطلع إلى انطلاق العمل وتجويده بغض النظر عن الموقع الذي يتبوأه، فانتخب نائباً لرئيس هيئة الشورى ومرة أخرى انتخب رئيساً للجنة القضائية وهو في عطائه بنفس العطاء لا يلتفت, بل يعمل ويثابر..
يجمعك به اللقاء أو السفر, فتسفيد من علمه، ويأسرك بأدبه، ويؤثر فيك بحسن خلقه، ويحرجك بصبره وتحمله، وبشاشة وجه، أضف أنك تجد نفسك أمام الرجل الإنسان اللطيف في تعامله في نقاشاته، وحواراته ينشر السرور في مداخلاته فلكل موضوع عنده مثال ويسنده بالطرفة, يضفي على الجو نوعاً من الفرح والسعادة..
وهو الصادق في أعماله وتعامله ولا نزكيه على الله.. اللين مع محبيه وإخوانه, القريب من الناس في رحله وترحاله.. فرحماك ربي بعبدك, عامله بالإحسان إحساناً وبالتقصير عفواً وغفراناً.. إنك على كل شيء قدير.
محمد السكري
علم من أعلام إب 1216