k99199k@hotmail.com
تعـز هي المدينة العملاقة بالشموخ والثبات، أسماها المفكرون باللؤلؤ الوهّـاج, بكونها الشرارة التي انطلقت منها ثورة الشباب السلمية، مدينةٌ لها ألف حكاية تتعمق في الذاكرة, نسجت في محيّاها خيوط العزة والكرامة والرفعة..
اعتاد القمـر أن يتأمل بريق عينيها المتلألئتيـن بالحرية في كل مساء سرعان ما أُصيب بالغيرة والخجل من نور مدينةٍ حسناء تحدّت ظلمات الحقد والانتقام بقوة رجالها التي لن تُقهـر.. لم يستطع كل من الزمان والمكان أن يصفوا مدينةٌ يكتمل فيها الشموخ, فهي تاجٌ يتلألأ أنوارا العزة والفخـر والإبـاء.
عادت الذكرى لتلك المحرقة التي أمطرت لها المدينة دموع الحَـزن من ذلك الحقد الأسود في 29 من مايو الذي كحّل تعز بالبارود وأحرق شبابها بألسنة اللهب، فأبى ضميرها الوفي لليمن إلا أن تكون السبّاقة للتغيير نحو مستقبل أفضـل.
لقـد طوينا صفحة الماضـي بعد ثورة لم تتجاوز أهدافها, لكنها أهدت لهذا الوطن قوافل من الشهـداء ليحيا عـزيزاً بين رفاهية الحرية والعيش بسلام، وتلك الأمراض النفسية المعقدة التي سرت بين شرايين المرجفين والمقهورين في الوطن, جعلتهم في حالة من التبلد واللامبالاة نتيجة لفشلهم ولغرورهـم, لدرجة أنهـم لا يعيهم أفلاكهـم, فتحولوا إلى أشياء تعيش من أجل الجيوب وتموت من أجل عيشها المتربص بالمصالح لا من أجل التصالح الوطني..
شاءت الأقدار لنا يوماً أن نستنشق نسيم الحرية في مدينة تعز الحالمة عندما أقدم أصدقاؤها الأحرار لتحريرها من تلك الأيادي التي عبثت بالأرواح البشرية, فتعمقت في القتل والجراح والاعتقال, وها هي اليوم زائلةٌ دون رجعـة.. فالرحمـة للشهــداء والمجد والخلـود للوطن.
إضــاءة:
أحـرِق من جـسدي ما شئت أنا يمني
سأموت بحب الأرض على مـر الزمن
وتعـزُّ بلادي شامخـةٌ بل ثـائــرةٌ
تهـدي الزمّارين خيــوطاً من كفـن
فبـــــلاد العــــز لها أمٌ وأبٌ
وشبابٌ يهـتز لهــم عرش الوطـن.
خليف بجاش الخليدي
تعز في ذاكرة محرقة 1680