;
صالح عبدالله المسوري
صالح عبدالله المسوري

الكنية دمرت البنية 1615

2013-05-30 01:25:02


أيها الشيخ, أيها القائد, أيها "الفندم", أيها الزعيم, أيها السيد, أيها الوزير, أيتها الأحزاب: هل بالإمكان لشعبنا اليمني أن يتعايش ويخرج من طموح الأقزام إلى طموح العمالقة الذين استطاعوا بطموحهم بناء حضارة بلدانهم دون مسميات وتفاخر وتعالٍ كل على الآخر عملوا جميعهم سواء وعاشوا جميعهم في نعيم دون تمييز؟!.
نحن في بلدنا نعاني من عدم التعايش فيما بيننا بالتعالي والتفاخر بالمسميات التي لا داعي لها وظلينا نطمح كيف نصل إلى هذه المراتب بهدف التعالي على الآخرين وكسب الأموال غير المشروعة وليس من أجل العمل على بناء حضارة اليمن وتقدمه وازدهاره والمنافسة على المراتب الأولى للدول المتقدمة في البناء والثقافة والأمن وكل ما يتطلبه عيشنا الكريم.
عندما نلاحظ إعلامنا يتحدث عن شخصية نمل من سماع المصطلحات التي ينسبها إلى هذا الشخص: الشيخ, القائد, الزعيم, الدكتور, وبعدها الاسم الحقيقي وكل هذه مسميات لا تخدمنا بقدر ما نعطيها من تضخيم وإنما دمرت ثقافتنا وجعلتنا في انشغال تام لخدمتها وإرضاء أصحابها وتركنا وطننا الذي سيفخر الجميع بذكره إذا ما أصبح في المراتب الأولى للدول المتقدمة في حضارته ورقيه وازدهاره.
ولو لاحظنا عمالقة العالم الذين يعتزون ويتفاخرون بمسمياتهم, لكنهم رفضوا هذه المسميات بمعنى التمجيد لهم, كون بناء أوطانهم واجباً حتمياً عليهم وليس غير ذلك, قدموا لبلدانهم حضارتها وبنوا اقتصاداتها وأصبحت بلدانهم من الدول الصناعية العظمى.. ظلوا يطمحون بعقول العمالقة الحقيقيين الذين إن وصفناهم بالعمالقة كان ذلك قليلاً عليهم, لأنهم اوجدوا ما هو واجب عليهم وتركوا المصطلحات التي من شأنها زرع الفرقة وعدم التعايش والاختلاف فيما بينهم.
عندما نرى الدول المتقدمة في الصناعة والتجارة والتكنولوجيا الحديثة يجعلنا نكثر من التساؤل, من العمالقة الذين بذلوا كل جهدهم في إيصال هذه البلدان إلى هذا المستوى ونتساءل ثانياً: ماذا أورثوا لنا عمالقتنا الكرام؟.. أأسف إن قلت كرام, المسميات والمصطلحات التي تزرع في نفوسنا الكراهية لبعضنا البعض وجعلنا متنافرين من بعض لا نقدر على أن نعمل لهذا الوطن شيئاً, وطموحاتنا لا تتعدى حدود أنوفنا..
هل رأيتم في يوم من الأيام في هذه الدول المتقدمة تنازعاً, أو اختلافاً, هذا يهودي أو هذا وثني أو هذا مسيحي, كما نحن عليه, هذا سني, هذا شيعي, هذا زيدي, هذا مؤتمري, هذا إصلاحي, هذا شمالي, هذا جنوبي, هذا هذا...الخ وكل هذا يتسبب في هدم الوطن.
 وما نعيشه اليوم من فقر ودمار ووصايا مفروضة تحت مسمى منح خارجية.. ومن عمالة أيضاً لجهات خارجية تتربص بأمننا وتجعلنا ساحات لتصفية الحسابات فيما بينها وكل ذلك بسبب التفكير الخاطئ الذي يوهم كل جماعة بأنها على الطريقة المثلى والأخرى على الخطأ..
والخطأ الذي أوصلنا إلى ما نحن عليه الآن من تنافر هو عدم قبولنا بالآخر ومحاولة استعراض فرض القوة أمام بعضنا البعض والتخبط في أمور لا تعني وطننا بشيء وسارت بلدنا تعاني من تنفيذ المخططات الخارجية على ترابها الطاهر, كونها استنجاداً لجماعة ضد أخرى.
فإلى متى سيظل وطننا يعاني من هذه الظواهر السيئة التي شوهت طابعه الحضاري ودمرت كل ما هو جميل في يمن الإيمان والحكمة بسبب التعامل الخاطئ الذي طالما كبدنا وجعلنا نعيش تحت مرارة الفقر والعناء ونقص في الخدمات الأساسية للحياة التي لم تستطع العمالقة المحسوبة علينا أن ينفردوا منها بأي شيء بما يلبي طموحات أبنائها؟..
نعم إن الثقافة هي أصل البناء والحضارة والتقدم, فإن بنينا مجتمعاً مثقفاً خالياً من كل هذا التعصب والكبرياء على الآخرين, مجتمعاً واعياً يدرك بأن بناء البلدان ليس بالمسميات وإنما بالطموح الواسع الذي ليس له نهاية أو حدود وإيجاد روح التعايش فيما بيننا وتقبل آراء بعضنا مهما كان فكرنا أو حزبنا أوعرقنا.. بهذا سنكون قد استطعنا انتشال وطننا والنهوض به من الركام والعبث الذي يواجهه والسير به نحو البناء والتقدم.
في الأخير أتمنى أن تكون ثورتنا التي استطعنا من خلالها جمع كلمتنا ومناقشة بناء وطننا بمؤتمر الحوار الوطني الذي ما زلنا نراهن عليه ونأمل أن يكون بوابة اليمن المشرق.. قد غلبنا حب الوطن دون حب أنفسنا والالتفات إلى المشاريع الوطنية دون غيرها ونبذ كل مسميات التمييز بين اليمنيين.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد