يبدو وكأن الموقف تجلى واضحاً حينما بدأت خيوطه ترتسم على ملامح الوجوه التي سعت لتهلك حرث اليمن ونسله لتكون معادلة من شأنها أن تكون مقايضة لأطراف محسوبين في قاموس السلطة العائلية السابقة معارضة, فهي تسعى اليوم ومن خلال تجاذبات وتكوين ولاءات مع عدة اطراف وإن كانت أيدولوجياتها تختلف كثيراً عن الأيدولوجيات التي ينتهجها صالح وأنصاره لتصب أولاً وأخيراً في مرمى اللعبة السياسية (القذرة) لتناقض الواقع بكل حيثياته وأبعاده ولكنهم في لعبتهم, اعني الحوثيين وصالح, سيفشلون لأنهم لا يتكئون على ابسط مقومات القيادة المنهجية الراسخة وهم في مجموعهم غثاء لا منفعة ولا غناء ولم يستفد منهم الشعب اليمني إلا الحروب والصراعات التي أثقلت كاهله ومن كانوا يتقاطرون على ميدان السبعين لتأييد الزعيم هم اليوم انفسهم يسيرون ليحملوا جثمان السيد حسين الحوثي على أكتافهم.. وفي حين أن الواقع يؤكد أن سوءاً تحاك حباله من تلكم الأطراف التي سئمنا من ترديدها لنزعة الإسلام وآل البيت عليهم السلام ومشروعهم لا يريد سوى التسلق إلى كرسي السلطة التي يدفعون من أجلها كل ما يطيب لهم وقد تواردوا البارحة من بعض منا طق انصار صالح ومن لهم نزعة شيعيه والبعض منهم ذو نزعة زيديه سعى الحوثي سابقاً أن يضمهم تحت عباءته بمجموعه من الفبركات والمخططات التي تناقض ما يسير عليه السيد الحوثي حقيقه ومن خلال ذلك سعى لتكوين معادله صغيره في حجمها أثارت الرأي العام لتضخم الحجم والكم الهائل من الدعم الذي تتلقاه يوماً بعد آخر من العدو اللدود إيران دولة الفرس الذين ينقمون اشد نقمة على العرب والمسلمين ولأسباب باتت مكشوفه أمام العيان من ابرزها هو تحطيم دولتهم من قبل الصحابي العربي الجليل وفاروق الأمه وعزها ومجدها عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه ومعارك الانتصارات ضد الفرس المجوس لا تعد ولا تحصى في قاموس المارك الفاصلة بين الفرس والعرب على مر التاريخ والأجيال تشهد بذلك بل والفرس يشهدون بذلك اكثر من غيرهم فصالح الذي يدعي الحرب على جماعة الحوثيين ست مرات لم يكن كذلك بل كانت سياسته على أن يستخدم الحوثيين أداة لتحريك الخليج والإرهاب لتحريك الغرب وخاصه الأمريكان وهي سياسه أزاحته من على منصة كرسي الرئاسة ليصبح إلى جانبهم اليوم يؤازرهم ويترحم على قتلاهم وينسج الخطط لتكوينهم بعدما اثبت ميدان السياسة أن صالح ليس أهلاً له وإنما هناك رجال يستحقون ذلك الكرسي الذي يعتبر أمانة في العنق يكرهه من يناط إليه ولا يأتيه رغبة والكل خائن حينما يسعون ليستلموا السلطة عبر عصابات وفبركات وتسويقات مسيئة للتاريخ وللإنسان حينما يتحول إلى صياد وفي مخيلته البلهاء أن له الأحقية والحوثيون اليوم يسعون بكل يملكون من مقومات الصراع ليكونوا أداة الابتزاز السياسي الذي طال المنطقة برمتها, فقد صنع الحوثيون قائداً في نضرهم فإذا كانت تلكم القيادة فأين النصر واذا كانت القيادة على انقاض هدم المنازل وتهجير الناس من بيوتهم بعد أن كانوا فيها آمنين وكذلك قتل النفس التي سعى إليها الحوثي الهالك وأسس لها وهي اليوم تسري في الجسد اليمني سريان الدم هل يعتبر ذلك انتصاراً لقد بدلوا الحقيقة بالزيف والحق بالباطل وعلى الجميع أن يكون أداة في التحذير والوقوف في صد أولئك العصابة مالم يرتدعوا عن القتل والتشريد الذي يسيرون خلف لواءه ويلهمون اتباعهم ويحثونهم على ذلك مع أننا لا نعيش في إسرائيل ولا أمريكا ولسنا محاذين لهم على خطوط الموقع الجغرافي ولكنهم بضجتهم الإعلامية يؤسسون لمشروعهم التشييعي على رقاب المستضعفين ودمائهم وأشلائهم فناصبوا لأجل ذلك العداء لأمريكا وإسرائيل كذباً وزوراً وإنما تسويقاً لمشروعهم المناقض تماما لما يدخرونه من خطط بداخلهم لا تظهر على السطح إلا للمتتبعين لمشروعهم الفاشل وما إدخالهم لأمريكا وإسرائيل على الخط اليمني إلا إحدى تلك الأدوات مع أن الشعب اليمني بكله معروف بنزعته العدائية لأمريكا وإسرائيل فجاء الحوثيون من هذا الباب ليستغلوا البسطاء من الناس الذين لا يعون شيئاً مما يدور على الساحة العربية ويعتبر الحوثيون احد المشاريع الإيرانية التي تعبث بالمنطقة وهم مشروع ايران في مدها العقدي بل والعسكري ومن المؤسف أن نرى بعضاً من انصار حزب المؤتمر الشعبي العام يقفون على نفس الخط مع أننا نريد أن يكونوا شركاء في صناعة مستقبل اليمن ولا خلاف إلا مع من تلطخت أيديهم بالدم اليمني والفساد في مناحي مفاصل الدولة السابقة وعليهم أن لا يكونوا أداة بيد غيرهم يسيرهم كيف وأين ما شاء ولأن أخوة الدين والعقيدة مقدمة على كل ما سوى ذلك من ألعاب سياسيه قذره تتجذر لتمحو الدين ولتجعل من الإخوة أعداء فالحوثي اليوم لم يعد كما كان بأدوات ليس له وإنما ارتهنت إليه بعد أن وجدته يحقق شيئاً ما من مبتغاها السياسي بل أن الواقع سيشهد مزيداً من التدهور للحالة الصحية اليمنية إذ لم يتحد الجميع في صف مواجهة الأفعى الإيراني وأبناءه في المنطقة فاليوم لم يعد كالأمس والسنه لم تكن كالتي قبلها فعلى الجميع أن يدرك الواقع ويعيه لأن لا مكان في هذا الزمن للمغفلين والسذج الذين يسرون في هذه الحياة كما تسير للأسف البهائم ولنا أن نكون عند الشدائد أقوياء بإرادتنا وعزمنا وثباتنا من اجل اليمن التي ينتظرها السوء من كل الاتجاهات ولكننا نراهن أن الشعب اليمني ليس كبقية الشعوب حينما اثبت ذلك برجاله ونسائه وعزمه الذي لا يلين فالخطر حتمي وهو قاب قوسين أو أدنى فهل سيقع هذا الخطر ليجثم علينا أم أننا سنتصدى له جميعاً؟.. ولذلك فقد سار الحوثيون خلف جثمان سيدهم غير مدركين أن القتلة لا يمكن لهم أن يمروا دون عقاب.. والسلام.
عمر أحمد عبدالله
أنصار صالح يشيعون جثمان السيد 1421