تظهـر علامة استقامة الإنسان القويم من عدمها في المواقف الصعبة وعند ردود الأفعال التي تنجم عنه, فتنعكس صورته الحقيقية أمام الناس ومدى تمسكه بالأخلاق أثناء تعامله مع الآخرين.. أصبح الطابع العام لدى الكثيرين هشاً والدليل واضح نستنبطه من بعض التصرفات التي يقوم بها بعض إخواني الشباب وغيرهم من الفئات المجتمعية التي تنتشر في أرجاء الوطن وغيرها في كل بقاع الدنيا..
هناك أيدولوجيات متمردة تماماً عن الثقافة الأصيلة التي تجرد منها الإنسان اليوم لا تلتقي مع الود والاحترام المتبادل وتلاشت نحـو الزمن الذي أصبح هشيماً تذروه الرياح إلى مالا نهاية.. كثيرون هم الذين كانوا يمشون في الطريق الصحيح وفجأةً غيروا وجهة نظرهم وتسلقوا نحو الانحراف يجرون أذيال الخيبة بانعكاساتهم الدنيئة في حياتهم الدنيوية!!, فالذين استرخصوا ذممهم ورضوا أن يعيشوا عبيداً عند غيرهم من ذوي الفاسدين والقتلة في البلد سوف يلعنهم الوطن الذي يمشون عليه ويتبخترون على أرضه, فهم هوية منفردة لا تلتقي مع تلك الشعائر الدينية التي أمر بها ديننا الإسلامي الحنيف لنتعظ ونهتدي بها, فضربوا الفأس بالرأس وضيعوا حياتهم لهواً ولعباً مع الذين أكلوا الحقوق وآمنوا بالإفلاس قولاً وفعلاً ونسوا أن حب الوطن من الإيمان.. فإذا كان هذا الزمن قد خالف فيه الإنسان جو الطبيعة المحاطة به, فلابد من يقظة الضمير الإنساني أمام كل تحديات الواقـع.
ولو نظرنا إلى تلك الناحية الأخـرى لرأينا بأن هناك من تحكمهم ضمائرهـم من ذوي الطبيعة الميالة إلى العفوية والمصداقية في القول والعمل, فيمسحون الدموع من على ذلك الخدود الحزينة وينتصرون للحق أينما وجد من دون الميل لجماعة حزبية أو فئة من الناس دون مقابل أو مجاملة وكلما صارعتهم عواطف وزوابع المرجفين لتجتث جذورهم فإنهم يتمسكون بمبادئهم الفياضة بالأخلاق ويجعلون منها سلاحاً يُشهر في مثل هذه الظروف, فيكشفون حينها عن أصالتهم النزيهة الطاهرة التي تتباهى بين العزة والنزاهة والكرامة في وطن تكاد أن تأكله الذئاب.. فالمتمردون على الآخرين ببذائتهم وانحرافهم لا تبدو أن تكون في جواهرهم سوى ألغام تكاد أن تدك الوطن بأعمالهم الذميمة ومن يمشي بخطوات ثابته سوف يزرع بذوراً ستؤتي أُكلها كل حينٍ مهما طال الزمن وشاع فيه الانكسار.
خليف بجاش الخليدي
الإنسان القويم في زمن التحدي 1654