;
علي ناجي الرعوي
علي ناجي الرعوي

هل يتجه اليمن نحو الاستقرار فعلاً؟! 2212

2013-06-07 16:24:29


يحتل هذا السؤال مكاناً مهماً بين مختلف أطراف المجتمع اليمني, سياسيين وحزبيين مثقفين وأميين موالين ومعارضين, وبطبيعة الحال يبقى الجواب عن هذا السؤال مختلفاً عن سائر الإجابات التي يمكن اختزالها بأدوات القبول أو النفي خصوصاً في بلد كاليمن تعصف به الكثير من الأزمات المتشابكة والأحداث والوقائع المتواترة والتعقيدات والمشكلات المتوارثة.. فمن سياق الأحداث الجارية يبدو أن أوجاع هذا البلد ستطول أكثر مما توقع كثيرون.. إذ انه وبعد ستة عشر شهراً من انتقال السلطة وانتخاب رئيس جديد, هناك العديد من الأزمات المرشحة للتفاقم والتأثير على الخطوات المبذولة لإعادة تطبيع الأوضاع وإخراج البلاد من السكتة القلبية التي تعانيها بصمت.
وعلى الرغم من انتظام مؤتمر الحوار الوطني الذي يجمع مختلف ألوان الطيف السياسي والحزبي وممثلين عن سائر أبناء المجتمع وتوافق هذه الأطراف على أبرز الملفات السياسية المطروحة ومن ذلك الانتقال إلى النظام الفيدرالي الذي أصبح خياراً راجحاً حتى الآن بعد انحياز المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه الرئيس السابق/ علي عبدالله صالح والحزب الاشتراكي اليمني وعدد من الأحزاب القومية إلى هذا الخيار والذي بموجبه ستقسم اليمن إلى أقاليم فيدرالية لم يحدد عددها بعد.. مع ذلك فستظل هناك الكثير من التحديات التي لا يمكن حسمها من خلال مؤتمر الحوار وتوافقات السياسيين ويتصدر هذه التحديات التهديد الكبير الذي تشكله الحركة الانفصالية في الجنوب والنفوذ القوي والمتجدد للتيار الحوثي والخطر الناجم عن تمدد عناصر تنظيم القاعدة في المحافظات الجنوبية والشرقية, حيث وأن مثل هذه التحديات الثلاثة مجتمعة أو فرادى كافية لتحويل اليمن من دولة هشة إلى دولة فاشلة.
لذلك فإن الحقيقة الاستراتيجية التي لا تقبل الجدل أن اليمن بإمكانيته المتواضعة والمحدودة لا يمكن له الوصول إلى حالة من الاستقرار والخروج من نفق تلك الأزمات المتشابكة من دون مساعدة الدول الشقيقة والصديقة ودعمها اللامحدود لهذا البلد الذي مازال يصارع حقيقة تخلفه مقارنة بالبلدان المجاورة له.. وإذا ما بدأنا بما هو أكثر أهمية نرى أن الحراك الجنوبي وبالذات الجناح التابع لعلي سالم البيض الذي يسعى جاهداً إلى استعادة الدولة الشطرية التي كانت قائمة في جنوب اليمن قبل الوحدة لا يبدو أنه سيتخلى عن هذا الخيار بسهولة, ولذلك فهو من سيظل يثير التوترات والقلاقل في المحافظات الجنوبية والشرقية خصوصاً وأن مشروعهم الانفصالي بات مدعوماً من قبل إيران التي سبق وإن اتهمتها الحكومة اليمنية بالسعي إلى تقسيم اليمن إلى دولتين ضمن خطة تسمى بـ(يمن خوش بخت), أي اليمن السعيد, فتكون الدولة الأولى في الشمال تحت سيطرة الحوثيين والدولة الثانية في الجنوب تحكمها فصائل سياسية تديرها وتمولها إيران بشكل مباشر.
ولابد وأن هناك تشابهاً كبيراً فيما يحدث في جنوب اليمن وما يجري في بعض محافظاته الشمالية, حيث وأن القاسم المشترك بين الجناح الانفصالي التابع لعلي سالم البيض والجماعة الحوثية يتمحور في أن كليهما أصبح أداة وورقة بيد إيران تعمل جاهدة على توسيع نفوذها في المنطقة ومن أجل هذه الغاية فإنها التي لن تتورع عن استخدام كل الوسائل من اجل السيطرة على باب المندب الذي طالما حلمت بان يكون لها تواجد فيه لما يشكله من أهمية حيوية واستراتيجية.
وعلى غرار التحديين السابقين يبرز خطر تنظيم القاعدة الذي غير من نمط عملياته, بحيث اصبح يعتمد أسلوب حرب العصابات في تصيد القادة العسكريين والأمنيين واستهدافهم بالاغتيالات وكذا تفجير السيارات المفخخة واختطاف بعض منتسبي الأجهزة الأمنية وتصفيتهم بأساليب وحشية.. وهذه العمليات الإرهابية لا شك وانها قد أعادت إلى ذاكرة اليمنيين مشاهد القتل الدموية التي جرت أحداثها خلال العاميين الماضيين والتي كان أكثرها بشاعة التفجيرات التي طالت طابور العرض العسكري في ميدان السبعين عشية الاحتفال بأعياد الوحدة اليمنية في مايو 2012م.. والمؤسف أن الولايات المتحدة الأمريكية التي تشارك اليمن في حربها ضد عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي من خلال طائرات بلا طيار هي من تكرر نفس الأخطاء التي اقترفتها في حملتها ضد هذا التنظيم في أفغانستان وباكستان, إذ أنها التي لم تدرك حتى اليوم أن محاربة الإرهاب بشكل شامل لا يعتمد فقط على التدابير الأمنية والعسكرية, بل إن مواجهة هذه الأفة تقتضي معالجة الأسباب المرتبطة بمجموعة من العوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وفي ظل كل هذه التحديات فإن اليمن يطمح إلى تحقيق الاستقرار الذي عجزت عن تحقيقه حتى الآن أي من دول الربيع العربي وفي مقدمتها مصر.. فعند ضياع الأمن فإن المرء لا يملك إلا أن يشعر بالحزن والقلق والإحباط.
* نقلاً عن صحيفة الرياض

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد