بعد هذه الملاحم التي سطرها السوريون في مواجهة آلة حربية جبارة هائلة تقف ورائها روسيا القوة العظمى وإيران والنظام الدموي الأسدي ومرتزقة حزب الله ،شباب سوريا الأفذاذ تم وضعهم لوحدهم في معركة ظالمة غير متكافئة بالمرة.. بأسلحتهم وعتادهم الخفيف الذي لا يكاد يذكر أمام ترسانة أسلحة هائلة مكونة من طائرات مقاتلة وراجمات صواريخ ومدفعية ثقيلة وسكود عابر القارات..!
هذا كله أمام شباب عزل لا يملكون غير سلاح شخصي خفيف عبارة عن بندقية!! لكن هذا الشباب المؤمن العظيم سطروا بالبندقية الخفيفة ملاحم وبطولات، أرهقت وزلزلت نظام الظلم والطغيان ومن يقفوا خلفه .إذن سقطت مدينة القصير، أو لنقل لو شئننا الدقة.. سقطت معظم المدينة المنكوبة منذ أشهر في أيدي مليشيات المجوسيين، مرتزقة حزب الله والباسيج والحرس الثوري الإيراني، فصارت مدينة محتلة من قوات أجنبية هي قوات إيران وحزب الله اللبناني، تنتشر في شوارعها الآن في هذه اللحظات كلاب ومرتزقة الروافض ،أعداء الإسلام والتوحيد والمسلمين بامتياز..
كما أثبتت لنا الأيام والشهور الماضية ماذا يفعلون من جرائم ومذابح بحق أهل السنة من المدنيين العزل ،لقد اذهلنا حقد المجوس على أهل السنة بشكل مقيت، كيف تطاوعهم قلوبهم(إن كان لهم قلوب حقا!) على أن يدخلوا بيوت العائلات في الأحياء والمدن التي تسقط بأيديهم، كيف تستطيع يد احدهم أن يمدها ليذبح طفلا من الوريد بدم بارد ويعقر بطن امرأة ورجال مسنون، يا إلهي....أي بشر هؤلاء ؟! كيف يستطيعوا أن يفعلوا هذه المذابح الشنيعة بأخوة لهم عرب مثلهم مسلمون؟ كيف يمد يده بسكينته الآثمة هذا الشيعي المتطرف المجرم يذبح بها أسرة وعائلة سورية.. احتضنته بالأمس القريب هو وعائلته حين كان يفر من قصف وصواريخ العدوان الصهيوني على لبنان ٢٠٠٦م!!لم يكن بعيدا هذا اليوم، فكيف نسوه؟!..إنها الحقارة والدناءة في النفوس تكشفها لنا الأيام بأناس لا نعرفهم ولا نعرف معدنهم الحقير، لكن هي الأيام كفيلة بكشف وفضح النفوس وتعريتها أمامنا كما هي.. بدون رتوش أو قناع مزيف!.
*****
ثم بعد خذلان أبناء القصير الصابرون ..والشباب المجاهدون الراسخون رسوخ الجبال العظيمات رغم المحن والحصار وخذلان الأمة كلها لهم، ما وهنوا الرجال الحقيقيون.. في زمن الرويبضات وأشباه الرجال، وما استكانوا، فالله ناصرهم ولو خذلتهم الدنيا كلها ..وخذلان الملايين في أمة العرب والمسلمون.. بينما مرتزقة حزب الشيطان وجيوش وكتائب إيران يرسلون الدعم والمدد المستمر إلى بقايا جيش بشار الهالك.. ثم بعد صمود مدينة القصير بصدور أبنائها ومجاهديها العارية ..يقاتلون مستبسلين في ثبات عجيب ..مسطرين ملاحم قل أن يجود بها الزمان.. والآن سقطت القصير .. أفلا يثير هذا حمية وغيرة في نفوس شباب الأمة المتخاذلين الذين ظلوا ينظرون لإخوانهم.. لأهل القصير (وسوريا عموما) وهم يناشدوهم المدد والدعم ..لكنهم على كثرتهم لم يأتي منهم مدد ولا عدد، ولا حتى مظاهرات تغلق سفارات إيران وروسيا التي أفشلت قبل أيام مشروع بيان بمجلس الأمن يدين ما ترتكبه مليشيات وعصابات حزب الله و الاحتلال الإيراني ، ورغم علمنا أن لبنان مخطوف من عصابات الجيش الإيراني وحزب الله، لكن مطلوب الضغط الشعبي في كل الدول العربية لقطع العلاقات مع لبنان.. أيضا بجانب إيران وروسيا، عسى أن يستفيق الشعب اللبناني الشقيق ويقف صفا واحد لإيقاف طغيان هذا الحزب اللعين السرطاني المسمى زورا وبهتانا مقاومة ..هل من غيرة عندكم يا شباب الأمة لتعلنوا الجهاد وتنفروا إلى سوريا تنصروا دينكم وأمتكم هناك، هذا من جهة ؛ من جهة أخرى.. يرتسم التعجب والتناقض مع الذات في ما يدور حولنا.. انظروا وتأملوا كيف أن الأمور مقلوبة، تاه فيها المنطق، وضاع فيها الحق رغم وضوحه!.. انظروا.. في اليمن تنتشر جماعات تزعم أنها جهادية وتناضل (في اليمن!!!) لنصرة الإسلام والدين!! ،لإعلاء كلمة الله!! ..وتتوارد الأخبار كل يوم عن احتمالات سقوط حضرموت ومحافظات أخرى بيد تنظيم الجهاديين و قرب إعلانهم إمارة إسلامية في أرض اليمن المسلم!! ، إلى هؤلاء نوجه لهم رسالة مكتوبة بحرقة الدمع، وحرقة القلب: ندعوهم ،ونناشدهم.. إن كانوا حقا مجاهدين ..فإن أرض الجهاد في القصير المحتلة الآن تناديكم،،صرخات وبكاء الأرامل والأطفال ونساء سوريا تستصرخكم ،وتستصرخ رجولتكم إن كان فيكم رجولة! ..أن تهبوا الآن وفورا إلى سوريا، فالمذابح والإبادة لأهل السنة والمستضعفين والأبرياء العزل تجري في هذه اللحظة التي تقرأون فيها هذه السطور الحزينة ،هناك إن كنتم لا تعلمون ..أيها المجاهدون! ،يامن تسمون أنفسكم بهتانا بالمجاهدين وبأنصار الشريعة! وبأنصار الدين! ، وبأنصار الحق! ..فالحق هناك يناديكم ..إن كنتم لا تعلمون ..ها نحن نخبركم.. أن عصابات المجوس تدنس المساجد الآن الآن في هذه اللحظات وتحرقها بالمصلين العزل الأبرياء وبكل من فيها ..تحرق وتنسف ،وتدمر.. إنا نخبركم أيها المجاهدون الأبطال(إن كانت فيكم بقايا رجولة وبقايا دين!) أن تتجهوا فورا ..الآن الآن.. وتحملوا عدتكم وعتادكم وبقايا شرف الأمة الذي لطخه نصر الله وملالي ايران، وعصابات الباسيج والحرس الثوري، وتنطلقوا فورا إلى سوريا الحبيبة ..حيث الجهاد هناك له معنى، وتجاهدوا أعداء الله هناك، أعداء الإسلام الذين يسبون الصحابة ويدوسون بنعالهم القذرة شرف أخواتكم وأمهاتكم.. انطلقوا الآن إن كانت فيكم بقايا رجولة إلى الجهاد الحقيقي، الجهاد الذي سيدخلكم الجنات والخلود.. وقاتلوا هناك دفاعا عن شرف الأمة .. واصدقوا الله ..وكفوا عن العبث في اليمن ،إخوتنا يبادون هناك .. وأنتم تقاتلون أخوة لكم هنا مسلمون ،اتركونا وانصرفوا عنا، فلسنا نحن معركتكم .. لسنا نحن الكفرة ..لسنا نحن القتلة.. إنهم هناك بأرض سوريا الحبيبة.. وبشوارع القصير الصامدة.. فاذهبوا إن كنتم حقا مجاهدين؟!.
*****
الشعوب العربية خذلت الشعب السوري الذي يناضل ليتحرر من نظام دموي قاتل مستبد يحكمه بالحديد والنار.. عجزت شعوب الربيع العربي أن تغلق سفارات ايران وروسيا ولو بصفة مؤقتة وطرد شركات الروس الذين تمتلئ بهم دولنا العربية ،والضغط لدفع حكوماتنا لقطع وتجميد العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية لمدة عام، هذا الأمر إن حدث سيكون حاسما جدا في المعادلة ،إذ سيشكل عامل ضغط كبير على اللوبي المتطرف الذي يحكم ايران الآن، ويضعه في حرج شديد أمام شعبه، ويزيد من حالات الكراهية والرفض في الشارع الإيراني لهذ الجناح الدموي الذي وصل لسدة الرئاسة بالتزوير ،وبقمع وحشي لانتفاضة الشعب الإيراني الطلابية السلمية عام ٢٠٠٩م، خصوصاً أن الانتخابات الرئاسية هناك في ايران على الأبواب.. والوضع الشعبي و المزاج العام الإيراني لكل الطوائف والأقليات متوتر للغاية لعدة أسباب حقوقية وسياسية واقتصادية وطائفية، وانعدام وضيق الحريات وسوء وأخطاء النظام ،ستلعب دورا هاما ومفصليا في مشهد ايران القادم، سيصب في مصلحة الشعب السوري بإذن الله، ربما تدفع بانتفاضة كبرى قادمة في إيران ،قد تكون أوسع واعظم بكثير من انتفاضة ٢٠٠٩م.. ربما!.
*****
تسييس القضاء
توجيهات وأوامر من الرئيس للقضاء بوقف وتجميد كل القضايا المرفوعة في المحاكم ضد الحوثيين!.
التعليق: أين استقلال القضاء المزعوم؟.. أين القضاء المستقل الذي لا يخضع لأي سلطة؟ إنه لمن العار والخزي ما فعله الرئيس تجاه القضاء، فالقضاء حين يوجه ويسيس فان قيمته ودوره قد ضاع، ولا قيمة له.. على جميع القضاة الآن الذين يضربون ويحتجون لأمور مادية وبدلات عمل وو !.. عليهم أن يهبوا ويقفوا صفا واحدا ضد أي تدخل وأوامر في شؤون القضاء، عليهم ألا يقبلوا أن يكونوا إمعة وموجهين من أي جهة كانت، حتى لو كانت الرئاسة..
القضاة الآن عليهم واجب وطني كبير في حماية مؤسسة القضاء من أي تدخل وأومر في شؤونها، فهل قضاتنا الأجلاء بقدر هذه المسؤولية العظيمة التي هم يتحملوها الآن؟!.. ولا يوجد أي مبرر و لا عذر للرئيس باتخاذ قرار بهذه الحساسية والأهمية ،ولا يحق له أن يوجه مؤسسة القضاء ويملي عليها تعليمات كأنها جهاز تنفيذي خاضع له مثل مؤسسات المالية والشرطة و الجيش.. لا يا سيادة الرئيس لا تكرر سياسات المخلوع التي دمر بها مؤسسات الدولة حين جعلها خاضعة له يوجهها هو ويديرها هو.. لا تقع في نفس خطأه فتخسر تقدير واحترام الشعب ، حتى إن ترتب على هذا مصلحة وطنية مزعومة، في النهاية هذه القضايا رفعها الناس ضد الحوثيين وظلمهم وطغيانهم على المواطنين.. حيث عجز الناس عن الوقوف أمام قوة وجبروت عصابات ومرتزقة الحوثي، عجزوا أن يأخذوا حقهم بقوة السلاح من هذه العصابات الظالمة، ثم ها هي القيادة السياسية تستكثر على اليمنيين حتى أن يخذوا حقهم بقوة القانون، واللجوء للدولة ،واللجوء للقضاء لإنصافهم من هؤلاء المتمردين المستبدين.. فحسبنا الله ونعم الوكيل.. أصلح الله حالك يا يمن.
لينا صالح
خذلان.. القصير السورية 1401