علي الرغم من أن مدينة اب تعتبر حسب الكثير من المراقبين والمهتمين نموذجاً للمدينة المدنية التي ينشدها اليمنيون بعد ثورتهم, حيث يتميز أهلها في سلوكياتهم المدنية السلمية التي تعكس جمال مدينة إب كنموذج يحتذى به عكس الكثير من المدن اليمنية الخاضعة للحكم القبلي والتي لم تتمكن الدولة من بسط نفوذها فيها منذ عشرات السنين وحتى اليوم.. وما يحصل اليوم في مدينة إب من انفلات أمني غير مسبوق يعتبر نتيجة السياسة الأمنية الضعيفة والمركزية التي انتهجتها القيادة الأمنية في المحافظة والمتمثلة في مدير أمن المحافظة العقيد/ فؤاد العطاب الذي لن يشفع له انضمامه إلى الثورة أن لا يكون تحت النقد والمحاسبة, بل إن انضمامه إلى الثورة يحتم عليه أن يكون اكثر إدراكاً من غيره لما خرجت الثورة من أجله، فقد خرجت من أجل ترسيخ الأمن والاستقرار ونبذ التعصب الحزبي مع اي طرف كان من قبل من أوكلت إليهم المهام الأمنية وغيرها من المهام وعليهم أن يتحملوا المسؤولية بكل كفاءة واقتدار أو تقديم استقالاتهم من مهامهم والنأي بأنفسهم عن صنع التبريرات التي يسترون بها عورات فشلهم.
إن التحسن الأمني داخل المحافظة نفسها الرامي إلى تامين حركة المسؤولين في المحافظة ليس هو الأمن الذي ندعو إليه، فمديريات المحافظة تعيش غياب تام للأمن, فاغلب مديريات المحافظة غارقة في الفوضى والعنف المسلح, فهناك قضايا قتل وتقطعات طرق وعنف وأعمال سرقة ونهب كان آخرها ما تعرض لها منزل الكاتب الصحفي اليمني المقيم في بريطاني الذي تعرض منزله الكائن في مركز مديرية السبرة الواقعة شرقي المحافظة على بعد 18كيلو متر، حيث تعرض منزل الكاتب الصحفي والناشط السياسي/ علي السورقي للنهب والتخريب و السرقة, حيث تم سرقة كل أغراضه الشخصية من بينها أوراق ثبوت عقارية وأسلحة شخصية وعيرها وكذلك محولة إحراقه من خلال إحراق مكتبته الخاصة والعبث بكل محتويات منزله في مشهد يعكس حقد انتقامي وليس مجرد سرقة.. لذلك نطالب الجهات الأمنية في المحافظة ممثلة بمدير أمن المحافظة العقيد/ فؤاد العطاب سرعة التحقيق في الحادثة, كونها سابقة خطيرة تستهدف أصحاب الرأي والقلم الذين يناضلون بها من اجل وطن امن ومستقر وسرعة الكشف عن الجناة وتقديمهم للعدالة كون المذكور لا يمتلك طريق غير طريق القانون, كونه من دعاة الأمن والاستقرار, فنرجو عدم التهاون في مثل هذه الأعمال ونطالب من مدير أمن المحافظة اﻹشراف الشخصي على التحقيق في مجريات الحادثة, كون مدير أمن المديرية إلى هذا الحظة لم تسعفه قدراته للحفاظ على الإدارة الأمنية للمديرية التي يقع مكتبه فيها, فهي عرضة بين كل حين وآخر للرصاص الذي يظلل سماء صومال نجد الجماعي الذي شهدت هذا التحول في ظل نهجه سياسته الأمنية التي ليس لها صلة في الأمن لا من قريب ولا من بعيد وهذا على طريق الألف ميل أن تتحول محافظة إب إلى صوملة إذا ظل الحال الأمني على ما هو عليه، وكون الحادث استفزاز لما تبقى من هامش حرية التي يمارسها الناشط السورقي من خلال الكلمة ذات البعد الوطني الذي يهز بها مشاعر الفاسدين والطغاة فإن التهاون فيها سوف يفتح أمامنا الكثير من الأبواب لإسقاط كل متهاون في شرف الحياة بأمن البيوت وشرفها وحرمتها.. لذلك نكرر مناشدتنا لمدير أمن المحافظة العقيد/ فؤاد العطاب الذي نكن له كل الحب والتقدير لشخصه الطيب والمتواضع سرعة التحقيق في الحادثة فلن نقبل أن تقيد القضية ضد مجهول كما سبق في قضايا أخرى وفي حالة تسجيل القضية بتجاهل ضد مجهول فالمجهول أنتم إذاً، وسنباشر المرحلة الثانية من الانتصار للحقوق والحرامات إذا لم تنتصر الدولة لشرف وحرمة المواطن اليمني فسوف ننتصر منهم لحقوقنا في العيش بأمان بوسائلنا السلمية المتاحة التي تعلمنها في ربيعنا العربي.
محمد الجماعي
إب وخطوة الألف ميل في طريقها إلى الصوملة 1722