المعركة الدائرة في بلاد الشام كشفت أموراً كثيرة كانت غائبة عن كثير من أبناء الأمة, كشفت أن السنة يعيشون بلا رأس وهذا يعني أنهم يتحركون بلا قدم ويفكرون بلا عقل ويمشون بلا تخطيط ولهذا لم يتعلموا من النكبات التي مرت بهم وهذا عكس المشروع الرافضي, فما يقوم به بشار وحلفاؤه ضد شعب سوريا يكفي أُلي النهى من النخب الحاكمة والمؤثرة في صنع القرار أن يفكروا جيداً قبل أن تصطادهم المخالب الإيرانية وهم غافلون.. وإن سألوا أنفسهم اليوم: لماذا إيران ترسل حرسها الثوري وسلاحها التدميري وملياراتها, برغم ظرفها الاقتصادي, لقتل الشعب السوري والمالكي يرسل ميليشياته وأموال شعب العراق برغم الحالة التي يمر بها؟, لماذا (حزب الله) فعل نفس الشيء برغم ما سبب له من فقدان الزخم الجماهيري الذي كان يتمتع به بين المسلمين طوال الفترة الماضية؟, لماذا سخروا إعلامهم لتزيف الحقائق وتزوير الواقع وقلب الصورة حتى أن كثيراً ممن ينتسبون إلى أهل السنة خدعوا ولبس عليهم بأن إيران وحلفائها هم حماة المقدسات وفعلاً هم حماة أضرحتهم التي يقدسونها, أما القدس كمثال حي لم يطلقوا من أجل تحريرها رصاصة واحدة؟.. صحيح (حزب الله) قاوم الاحتلال في جنوب لبنان وهذا مبدأ عند أي انسان يتعرض موطنه للاحتلال سيقاومه ولكن ماذا بذلوا لتحرير الاقصى سوى دعم لا يذكر (ولكنه يعد كبيراً إذا قارناه بخذلان الأنظمة العربية) وكسبوا بهذا الدعم المادي والاعلامي تعاطف كثير من المسلمين والذي استخدموه لتمرير مشروعهم (التشيع) بين العرب وأنبتوا لهم مخالب في مناطق كثيرة من العالم العربي وهذه المخالب تشكل لها جيشاً وشرطة وتعتبر دولة داخل الدولة.. وهذه المخالب ليس ولاؤها للوطن الذي هي فيه, بل لولاية الفقيه في مدينة قم الإيرانية والدليل ما قام به (حزب الله) في حربه ضد أبناء وطنه في 2008وما تفعله حركة الحوثي في بلادنا, بل وهذه المخالب لا يهمها تفتيت وتمزيق وطن تعيش فيه, فهي تؤيد نزعات الانفصال وهي لا تخفي ذلك, لأن من مصلحتها أن تعيش في وطن ضعيف ودولة مترهلة والحالة اللبنانية والبحرينية واليمنية خير مثال على ذلك.
إن المخالب الإيرانية تهدف إلى تمزيق الأمة وخاصة العربية وإضعافها بهدف أن تظل إيران هي الشرطي الأقوى في المنطقة لتتقاسم مع العدو الإسرائيلي الدور في قيادة العرب وإكمال مشروعيهما, فهل ندرك خطورة هذه المخالب ونتوحد خلف ديننا وعقيدتنا وهي القوة التي لا يغلبها أي مشروع مهما انتفش ريشه؟.. إلا أننا نقول: من ارتضى حياة الفئران فستصطاده إيران.. والله المستعان.
محمد بن ناصر الحزمي
من رضي حياة الفئران فستصطاده مخالب إيران!! 1351