من هو المسؤول الأول عن تهريب الأطفال والمتاجرة بهـم في الأسواق السوداء بأبخس الأثمان؟.. كثيرة هي علامات الاستفهام تتبعها العلامات التعجبية في عصـر اللا مسؤولية المعتقة بالعذاب دون الرحمة!!.
برزت ظاهرة تهريب الأطفال بكثافة إلى دول الجوار واستخدامهم هناك لغرض التسول فقط, فيتعرضون حينها لمخاطر عديدة لا تتناسب مع تلك الأعمار الصغيرة وتعتبر هذه الظاهرة من الظواهر الخطيرة التي يعاني منها الوطن.
أطفال اليمن يعيشون في ظل الفقر والتشريد وعدم الرعاية بهم من قبل الدولة, فيضيعون حياتهم عند تجار المظالم والحروب, فيعملون لديهم بالتسول مقابل مبالغ زهيدة جداً لا تسمن ولا تغني من جوع!!, فالبعض منهم نجا من الموت وآخرون سقطوا على شفا جرفٍ هار بعد مواجهة أبشع العقوبات من قلوب لا تعرف للرحمة سبيلا..
ومع تزايد أعداد الفقراء والأيتام الذين فقدوا الأهل في البلد يزداد العبء النفسي الناجم عن الحرمان العاطفي وغياب الأسرة وفقدان الشعور بالأمان, فتتحول حياة الطفل اليمني إلى حياة مليئة بالعذاب الأليم وهـو في السن المبكـر من عمره.
الجمود الفكري أيضاً له علاقة في هذا الجانب, فخيم على عقولنا قبل الوطن, فتجد الأسرة نفسها مستسلمة تماماً من أمر الواقع حينها يصبح الطفل سلعة تباع وتشترى في الأسواق بين جحيم الظلم وغصة الألـم!!.
طفلٌ في العاصمة صنعاء يُحمل على الأكتاف بعد تعرضه لحادث مروري مروّع أدى إلى وفاته، والآخر في مدينة الحديدة يموت تحت عجلة الدراجة النارية وهو يبحث عن قوته من أصحاب القلوب الرحيمة، والآخـر في محافظة صعده يرتدي أمشاط الرصاص ويحمل سلاحاً أطول منه فيرديه قتيلاً.. وفي خارج الوطن طفلٌ يروي على أسماعنا الغرائب والعجائب في حديث مدهش وسرد رهيب ودموع مكبوتة بعد أن نجا من الموت في أقسى مشاهـد الطفولة!!.. فإلى أين الطفولة تسير في اليمن؟.
الحبر لا يكفي للكتابة عن المأساة الطفولية. ولكن ثمة أوراق مبعثرة على طاولة مؤتمر الحوار الوطني تنتظر البشرى من الذين يعتكفون هناك علّهم أن يمسحوا دموع اليتامى ويفكوا القيود عن الأطفال الأسرى ويعيدوا الابتسامة للفقراء والمهمشين.
إضاءة:
الأطفال والوطن أمانة في أعناق الجميع, فمن خان الأمانة فهـو جليس الشيطان لا يقبله الصالحون.