ما نشاهده اليوم من إختلالات أمنية تتمثل بقطع الطرقات وضرب الكهرباء وتفجير النفط, يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن هناك قوى متنفذة فقدت مصالحها تقف وراء هذه الأعمال القذرة وهي تحاول بأفعالها البائسة إيصال رسالة للشعب بأنها هي فقط القادرة على حكمه ومن بيدها القدرة على تحقيق الأمن والاستقرار وأن البديل عن رحيلها من السلطة هي الفوضى الشاملة.
هاهم اليوم يناورون بأعمالهم القذرة التي تجردهم من الانتماء الوطني, لكي يصلوا إلى مآربهم, لكننا نؤكد لهم بأننا لن نقبل بأي حال من الأحوال أن يحكمنا قطاع الطرق والفاسدون مادمنا أحياء مهما غيروا من أقنعتهم ومهما تلونوا ولم ولن يتسرب اليأس والإحباط إلى قلوبنا مهما بلغت أفعالهم الدنيئة تلك وأن الشعب والوطن قد شب على الطوق ورسم طريق الخلاص بثورته التي اندلعت شرارتها في جميع محافظات الجمهورية لكي تزيل الفاسدين وقطاع الطرق وتعيد للوطن ما نهبوه من الأموال غير المشروعة والتي استأسدوا بها على المواطن المغلوب على أمره.
الشعب اليمني معروف أنه تاريخياً عنيد لمن يفرض عليه القوة ليكون حاكماً عليه, إلا انه كان يتم في السابق بغير ما يشعر بما يدور خلف الكواليس من تقاسم لممتلكاته التي ظل فقيراً من غيرها.
إننا اليوم بحاجة ماسة إلى الشفافية المطلقة في التحقيقات والكشف عن من يقف وراء هذه الأعمال أمام الرأي العام لكي يعروهم ويفتقدون ما بقى لديهم من تأييد على حساب الوطن وحتى يستطيع الشعب معرفة من هو عدوه.. نحن نحذر كل من يتستر أويتساهل عن كشفهم وتقديمهم إلى العدالة ونؤكد له بأنه سيكون في نظر الشعب معين لهم على ما يرتكبوه من جرائم ممنهجة في حق الشعب اليمني.
إن من يمارسون هذه الأعمال المضرة بأمن الوطن واقتصاده يعتبرون إرهابيين ويجب ملاحقتهم وإعلان الحرابة عليهم, كما أعلن على تنظيم القاعدة في أبين؟.
يتساءل الشارع اليمني اليوم: لماذا لا تقوم الحكومة بواجبها لإيقاف شرهم؟.. لماذا تتخلى عن واجبها الذي وجدت من أجله أم أنها لا تعرف ما واجبها؟.. إذا كانت كذلك فلماذا البقاء على الكراسي؟, أم أنها تريد كسب الأموال التي تصرف مقابل الجلسات وبدل السفر والعلاج؟, أم أننا ما زلنا نٌحكم بالنظام السابق الرديف؟, هل نحن بحاجة إلى جيش شعبي لكي يحمي الكهرباء والنفط والطرقات, لأن جيشنا مازال مختطفاً ويعمل لمصلحة أشخاص ولم تعد بعد قياداته إلى حظيرة الوطن وما يزال همها الأول هو ترتيب أوضاعها في الحكم القادم؟..
ما نتمناه اليوم من الرئيس هادي هو أن يعيد النظر في التعيينات القيادية في الجيش, بحيث لا تظل حكراً على مناطق بعينها بل يجب أن تشمل كل خارطة اليمن بعيداً على المحسوبية والو لاءات حتى تستطيع أداء مهامها الدستورية والوطنية بكفاءة عالية وهذا فعلاً ماسمعناه في احد خطاباته التي ألقاها في الأيام القليلة الماضية.. نريد تطبيقاً عملياً وأن تختفي آليات النظام السابق التي دمرت الجيش وحولته إلى مليشيات تأتمر وتعمل لصالح أشخاص بعينهم وهؤلاء الأشخاص لايهمهم إلا تحقيق مصالحهم وتعزيز نفوذهم في مواقع السلطة.
ما شاهدناه خلال التعيينات السابقة جعلنا نفقد الأمل, لأننا كنا نتوقع أن تحظى مناطق لم تحظ من قبل بتعيين أحد أبنائها في قيادة الجيش, مما يشعر الشعب اليمني بأن هناك توجهاً صحيحاً لبناء المؤسسة العسكرية, بحيث تمثل كل أبناء وشرائح المجتمع وتكون قادرة على حماية مكتسبات الوطن ومدافعة عن سيادته.
فخامة الرئيس: لاتجعلنا محتلين داخلياً من قبل أشخاص لا يريدون للشعب إلا الدمار والخراب ولو كانت نيتهم صالحة لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه اليوم.
في الأخير مازلنا نراهن على مؤتمر الحوار الوطني الذي نتمنى أن تكون مخرجاته ملبية لكل ما تتطلبه الدولة المدنية الحديثة.