alnawras85@hotmail.com
مخلوقات حقيرة فيما إذا قورنت مع ما يحويه هذا الكون من ملائكة تسبح بحمد ربها ليل نهار.. يتصارع بالكلمات شابان صراعاً مذهبياً مستميتاً، يصلان إلى تكفير بعضهما واستباحة إراقة الدم نصرة "لرب العالمين" وكلاهما لا يعرف من طاعة الله وليس له في دنياه سوى "قذارة" تسمى التعصب الطائفي "صلاة وانتظار رمضان وقطع التذاكر والفيز للذهاب لبيت الله، ولا يكاد يحضر هذا الإله الجميل الرحيم في تصرفاتنا النزقة".. سؤال طفولي بريء:" أيوجد الله في جسد أتم الصلاة وهرع يريق الدم ويشجع الظالم على المظلوم؟, هل له رائحة حضور في قلب اكتنز الذهب والفضة وجاره يتضور جوعاً؟, وهل يتجسد في أبواق تبث الكراهية للأوطان وللبشر بعضهم بعضاً؟"..
الله الداعي لأعظم جهاد متمثل في كلمة حق بوجه سلطان جائر، أين هو في ضمير علماء دين شرعنوا بطريقة ما أو بأخرى لبقاء حكام جبابرة؟, وأين هو أيضاً في ضمائرهم التي صمتت أمام الدم المستباح في سوريا لعامين ونيف حتى دعوا لجهاد لم يكونوا في مقدمته؟.
نحن نتعامل بدين جميل جداً يهذب النفس ويسمو بها وفيه من البساطة ما تجعله سبيلاً للمتعة الدائمة.. الطفل الذي نشأ في حب الله كبر وأصبح فيما بعد رجلاً, فبينما نذهب بثقل وتكاسل لبيت الله، كان يذهب مهرعاً لسعادته الحقيقية وكأنه ذاهب لجنة عرضها السموات والأرض.
الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام جاء منقذاً ومربياً وجاء بأمر ربه ليجعل حياتنا أسعد وأبسط مما يعقدها متخذو الدين سبيلاً للحكم والسيطرة، يقول سيد الخلق:" أنا وكافل اليتيم كهاتين" وأشار بأصبعيه السبابة والوسطى, وهل من امتياز في الكون يرتقي لرفقة سيد البشرية؟!.. رجل خلع نعليه وأروى عطش كلب يلهث عطشاً "فتحت له أبواب الجنة"، رجل تملك الله قلبه وجوارحه وصار "لو أقسم على الله لأبره".. ياه.. يا ضياعنا.. وخسراننا ورجل منا، إنسان لا يختلف عنا "لو أقسم على الله لنفذ الله قسمه"!.
لدينا كتاب الله مهجور، نقرأه كمن يقرأ خبراً عابراً في صحيفة ونمن بأننا قضينا وقتاً من عمرنا في قراءته!..
الخوف يملأ حياتنا من كل شيء من حاضرنا، من مستقبلنا، ونختزل كل شيء بجسد "نتن".. نعم, بطرق عدة زرع الخوف في قلوبنا صغاراً وكباراً وأصبح الله يعبد خواً من ناره لا شكراً لعجائبه فينا ولا طمعاً في جنان أزلية.
في مادة عملية عكفت على دراستها تسمى "علم السكون والحركة"- استاتيك آند ديناميك ساينس- وجدت الله كما لم أجده في خطابات وخطب من نعول عليهم تعزيز معرفتنا بهذا الخالق الخبير الذي أحكم خلق كل شيء بتوازن دقيق لا يدع مجالاً للشك أمام أحد.. ويكاد يشاركني صديقي الملحد الذي أجبر على دراسة هذا المقرر للحصول على الشهادة الجامعية "حقيقة عرف حقيقة الله" وما زال يصر على إلحاده بسبب تشويه المتزمتين للطريق إلى الله.