قرر أطباء العالم مؤخراً بأن اليمن يعاني من أخطر الأمراض حسب التحاليل والإجراءات الطبية والتقارير البروتوكولية, فالجلطة الأمنية تعد كالسرطان الخبيث الذي ينهش الجسد والسكتة الكهربائية تعتبر وباء كارثياً وسريع العدوى في جميع محافظات الجمهورية، وبهذه الإصابة الخطيرة يبقى العلاج بعد الله تعالى هو سيد الموقف، إمّا أن يقوم البلد مشافى معافى برجاله المخلصين الشرفاء, وإمّا أن يتضاعف الدّاء فنعجز عن توفير الدواء.
الانفلات الأمني ما يزال قائماً ولو أنه تعافى نسبياً, لكنه لم يكن بتلك الإمكانات التي يمتلكها بتزويد الطرقات والمنشآت الحكومية والشوارع أماناً حتى لا يُصاب المواطن أو الموظف بأذى من الأيادي الغادرة التي تركض نحو الميدان لزعزعة الأمن والاستقرار.. فالأمن والأمان هو ركيزة مهمة في البلد, فإذا وُجد الأمن وجدت هيبة الدولة وشموخها (قاعدة ثابتة), لكن الواقع يشير بأن هناك أمناً لا يؤمّن الطرقات للمسافرين الذين يتعرضون في الخطوط السريعة إلى تفتيش دقيق لمركباتهم من قبل مسلحين مجهولين ويقومون بمصادرة كل ما يملكون بحوزتهم وهذا يسبب قلقاً عميقاً للمسافرين وخاصةً العائدون من خارج الوطن!!.. يرافق هذا الخوف أيضاً غضباً واسعاً عندما يرى المواطن مدينته بين الظلام الدامس ليلاً وبين ارتفاع درجة الحرارة نهاراً لا يعرف من الكهرباء غير اسمها, بعد أن ضاقت عليه الأرض الطيبة من الإنطفاءات المتكررة, فسببت للناس حياة أشبه بالجحيم وبالأخص الذين يقطنون في المناطق الحارة في فصل الصيف!!.
تعاني بلادنا من ويلات وأمراض عديدة, ولكن أخطرها كما أسلفنا هما الأمن والكهرباء اللذان يسببان قلقاً نفسياً للمواطن اليمني هذه الأيام مع اقتراب شهر رمضان المبارك وتزايد وتيرة الانفلات والإنطفاء.
أنا وأنت في البلد نتطلع بأمل قليل وألم متزايد من بقاء الحال على ما هو عليه بعدما أصبحنا نعبـُر في طريق مليء بالأشواك لا نعرف غير وطن مكلوم مثخن بالجراح.. فتمنياتنا للوطن بالشفاء العاجل شفاءً لا يغادره سقماً.
هامش حر:
أبحث في حيـاتي عن اثنــين فقط لا ثالث لهمـــا: إمّا وطن حُــر ومستقـر يصـــون كـرامتي, أو قبر مظلـــــم يضُـــــم جثمــــاني.