(المسلم أخو المسلم لا يُسلِّمه ولا يخذله ولا يظلمه).. في مشهد يذيب القلب ألماً.. رأيتها امرأة في منتصف العمر, تقف وسط محطة تعبئة بترول وحولها صغيرتان تلهوان بشغب طفولي لذيذ.. اقتربت منا, ومدت كفها بالمسألة.. تراكضت الصغيرتان ومدتا أكفهما عن يمينها وشمالها.. كانت جدائلهما الذهبية تتدلى من طرفي حجاب أسود بذلن جهداً للفه حول رأسيهما الصغيرين.. يبدو أنهن غير معتادات على وضعه!!.. تحرك بداخلي الأثر: "كريم قوم ذل"!!.. أعطيتها ورقة نقدية وعقلي يحرضني بألا أعطيها, لأن وقوفها هنا يفتح باب مفسدة عظيم.. وتحركت الحافلة ومضينا..
وفي المساء؛ تقرير إخباري يسلط الضوء على الكثيرات منهن.. شابات فاتنات يتسكعن في طرقات عواصم اليمن الرئيسية, متسولات!.. لماذا جاءوا بهن إلى هنا؟!, هل أرادوا الإمعان في إذلالهن؟, في إذلال شعب مسلم منكّل به؟!.. إخوة كرام تجمعنا بهم لحمة دم ودين وعروبة!!.. ألا لعنة الله على الظالمين..
المصيبة الأعظم أنهن سيصبحن عما قريب وقوداً لسوق الدعارة!, فهل هذه هي النجدة التي قدمناها لأخواتنا السوريات؟, قال تعالى: "إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون"..
ليس بيننا وبين سوريا الشقيقة حدود جغرافية, فكيف وصل هؤلاء النسوة لليمن, هل ركبن بساط الريح؟!, من الذي جاء بهن ورماهن سلعة رخيصة في الطرقات؟!.
اتقوا الله واعلموا أن الأيام دول, ومن يُسلم ويظلم ويخذل إخوته اليوم سيسلمونه ويظلمونه ويخذلونه غداً "وتلك الأيام نداولها بين الناس"..
الذي جاء بهن عليه التكفل بصيانتهن, فهو بفعله اللا إنساني هذا؛ يمعن في إذلال شعب شقيق, ثم إنه برميه لهن في الطرقات إنما يضيف عبئاً على هذا الوطن ويفتح أبواباً للشرور, ويزيد أسباب نزول العقاب الجماعي على الوطن, وسكوت القادرين والمؤثرين ورضاهم بهذه المفسدة, سيجعلهم أول من تتنزل عليه لعنة السماء!, "واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة".