;
د. ضياء العبسي
د. ضياء العبسي

حوار بناء أم حوار انقياد 1406

2013-06-19 23:18:58


المتأمل في الحوار الوطني وخاصة أسلوب اختيار أعضائه وعمله يجده أقرب ما يكون إلى اللجان الحزبية التي شكلت من زعماء الأحزاب في تاريخ مضى للحوار وحل خلافات بين الأحزاب في المجال السياسي وأسلوب الحكم إلا أن اليوم هناك بعض الاختلافات التي يفرضها الواقع اليمني والإشراف الدولي على سير الحوار واختيار المشاركين فيه واختيار مواضيعه.
بالإضافة إلى مقتضيات الواقع اليمني ومتطلباته التي فرضها بحكم تاريخ الحوار الذي جاء كنتيجة من نتائج الثورة اليمنية.. مثل العلنية من خلال نقل جلسات الحوار على قنوات التلفاز أو تمثيل بعض الشباب الذي جاء بأسلوب حزبي عتيق وطبيعة بعض المواضيع التي تم اختيارها ضمن مواضيع الحوار والإشراف الدولي الذي جعل بن عمر بيده كل هذا الإشراف تلبية لدول مؤثرة وأساسية في رسم السياسة الدولية مما يعطي الانطباع بالتبعية ونقص سيادة الدولة من ناحية ومركزية الإشراف الدولي إذ مهما بلغت قدرات ومهارات بن عمر لا يمكن أن تحقق المثالية في الإشراف الدولي على فرض قبوله دستوريا, كما انه قد يعطي أولوية للمصالح الدولية على المصالح الوطنية الأساسية والضرورية للمجتمع اليمني.
والملاحظ أن المشاركين في الحوار الوطني هم ممثلون للأحزاب التقليدية وليس لفئات المجتمع اليمني كما أن أسلوب اختيار المشاركين تم بنفس الأسلوب العتيق في اختيار اللجان الحزبية التي كان يتم تشكيلها للحوارات السياسية بين الأحزاب وإذا كان بعض الشباب فهم شباب حزبيين لا يمثلون فئة الشباب اليمني على كثرة عددهم وتزايد احتياجاتهم..
بل يمثلون أحزابهم وهم بذلك رغم فرحتهم بالمشاركة إلا أنهم يجهلون أنهم مطية للأحزاب الركيكة في العمل السياسي التي كانت مجرد ديكور للحزب الحاكم قبل الثورة وأنهم يستغلون بواسطة هذا الأسلوب العتيق في الاختيار لتحقيق مصالح حزبية كما صوروا من قبل أن الثورة شبابية لأهداف سياسية وهم لا يخرجون في مشاركتهم التي تكون عادة مقيدة في التفكير والإبداع بما للشباب من طاقات متفجرة وإمكانيات اكتسبوها من فترة طويلة من التعليم والإعداد بأموال الدولة لا يخرجون في مشاركاتهم هذه عن أسلوب الانقياد لزعماء الأحزاب المعتقين منذ زمن قد يكون أطول من زمن حكم على عبد الله صالح نفسه وهو الحاكم الذي ثاروا عليه, بالإضافة إلى أن استخدامهم في هذه المشاركة لا يخرج عن كونه دعم لرابطة حزبية بينهم وبين الحزب الذي يمثلونه في الحوار تمثل هذه الرابطة أساس لعملهم الوطني بدلا من قيام مشاركتهم على أساس الولاء للوطن مما يجعله عملا وطنيا خالصا من المصالح الشخصية أو الحزبية وهو أن كان بالصورة الأخيرة التي رسمناها كان عملا مثمرا مبتكرا لا يخلو من الخلق والإبداع كثمرة طبيعية لطاقاتهم الشابة التي يتميزون بها وخبرتهم التي اكتسبوها بعملهم وجدهم على نفقة هذا الوطن العزيز.
كما أن الموضوع الأساسي للحوار هو تقسيم الدولة اليمنية ألي أقاليم حتى أصبح حديث المجتمع اليمني اليوم تقسيم اليمن إلي أقاليم على اختلاف العدد والتصورات دون التفات إلى متطلبات الشعب اليمني ومعاناته وهو موضوع مقيد بموافقة دولية وحزبية وقبلية عليه فمثلا نقاش معانات الشعب في الجنوب هو من باب الحديث المتاح ولكن التنفيذ لن يكون إلا في إطار القيدين السابقين.
وهنا نتساءل هل هذه التقسيمات والحديث عن الفدرالية سيحقق احتياجات الشعب في الرفاهية والاقتصاد وسيتم وفق أسس علميه اجتماعيه وجغرافيه واقتصاديه تحقق هذه الأهداف التي تجمعها كلمة واحدة هي راحة هذا الشعب واستقراره الاجتماعي والاقتصادي أم أنها ستكون وفق أسس تقليديه ترضي مطامع القوى التقليدية في اليمن وتوافق عقليتهم التي تحاكي الماضي البعيد عن آمال وطموح أجيال المستقبل.
وتجدر الإشارة في الأخير إلى أن تقسيم الدولة وشكلها ليس هو أهم الإشكاليات في اليمن بل إن هناك مواضيع أكثر أهميه مثل التبادل السلمي للسلطة وإمكانية تطبيقه على أرض الواقع والعوائق التي تحول دون ذلك وكذلك أسلوب تقاسم السلطة والثروة وحقوق وحريات المواطن اليمني ومفهوم الدولة المدنية ومدى قبوله من الأطراف المتنوعة في اليمن والقدرة على التعايش في إطاره.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد