;
جلال الحزمي
جلال الحزمي

وداعاً إبراهيم.. وداعاً جيفارا المقاومة الإيرانية 1633

2013-06-19 23:21:50


لا يستطيع المرء أن يكون متأكداً أن هناك شيئاً يعيش من أجله إلا إذا كان مستعداً للموت في سبيله.. هذا ما قاله المقاوم الأممي تشي جيفارا الذي أعلن تمرده على الظلم والاستغلال وقتل في سبيل ما يؤمن به من فكر ومبادئ إنسانية..
لم يكن جيفارا مسلماً ولا مسيحياً ولا يذكر أنه اتبع أي دين ولكنه قاتل وناضل وقتل لتحقيق الأهداف والمبادئ التي تحملها وتنادي بها كل الأديان وعلى رأسها دين التسامح والعدل والحرية.. دين الإنسانية والإنسان.. الإسلام.
الشهيد/ إبراهيم آغائي، أو جواد نقاشان، استشهد الأربعاء الماضي.. كان دائماً أول من يخبرني عن أي هجوم أو اعتداء، لكن اليوم غاب صوته وكانت آخر رسالة عبر إيميله تخبرني بكتاب صدر عن الصديق طاهر بو مدرة حول اشرف الساعة الثانية عشرة ظهراً, لقد كانت آخر رسالة من مئات الرسائل التي أرسلها إبراهيم التي تحكي قصة الأبطال المجاهدين في اشرف وليبرتي.. هذا المناضل المجاهد هو من عبر الحدود ليصل إلى قلوبنا وجعلنا نتشارك معه الألم والفرح.. جعلنا جزءاً لا يتجزأ من أسرة مجاهدي خلق الكونية.. كان يعرف انه سيتشهد لكنه لم يكن يعلم متى.
لا أدري إذا كان من الخطأ أو الصواب أن اطلق على الشهيد إبراهيم أو جواد نقاشان (جيفارا) المقاومة الإيرانية.. إبراهيم الذي عرفته بصوته وكلماته عن النضال والإصرار على النصر في ظل ظروف القهر والمعاناة شارك جيفارا مبدأ (لست مهزوماً ما دمت تقاوم) و(الثورة قوية كالفولاذ حمراء كالجمر باقية كالسنديان عميقة كحبنا الوحشي للوطن.. لا يهمني متى وأين سأموت بقدر ما يهمني أن يبقى الوطن).. وهكذا سقط الشهيد إبراهيم في طريقه نحو الحرية.
ابنتي الصغيرة إيمان البالغة من العمر عشر سنوات، والتي تعودت الرد على إبراهيم، تبكي اليوم عليه بحسرة.. أسرتي اليوم جميعها حزينة على إبراهيم وكأنه فرد منهم رغم انهم حتى لا يعرفون وجهه.. لقد كانت تسبقه دماثة أخلاقه وحرصة على اختيار الألفاظ والكلمات التي لا تجعلك إلا أن تحترمه.. وبعد أكثر من خمس سنوات من التواصل تحولت العلاقة من مجرد مساندة وتواصل للدعم والمؤازرة إلى إخاء وعشرة طيبة وصوت دائم للمقاومة الإيرانية تعودنا عليه وتآلفنا معه. 
إنني اليوم ألوم نفسي كثيراً على أي انشغال أو تقصير بحق الأخ والصديق إبراهيم الذي كان بحق سفير سفراء مجاهدي خلق لكل مكان.. كان سفيراً للحرية من داخل سجن ليبرتي.. قد يكون من السهل نقل الإنسان من وطنه ولكن من الصعب نقل وطنه منه.. وهكذا بقي هدف الحرية لإيران من قوى الظلم والطغيان طريقاً حفرته المقاومة نهجا للمستقبل ولكن ظل الوطن بداخل كل واحد منهم مهما بعدت المسافات وأغلقت عنهم الحدود.
عزائي لجيفارا المقاومة الإيرانية أخي إبراهيم أن أقول له: لكل الناس وطن يعيشون فيه إلا أنت فإن الوطن يعيش فيك وفي قلب كل مجاهد في المقاومة الإيرانية.
حتى وأنا أكتب هذه السطور عاجز عن التصديق أني لن أرى مجدداً رسالة يومية من إبراهيم.. لن أسمع صوته على التلفون يقول كالعادة: السلام عليكم.. كيف حالك أستاذ جمال.. إن دماء إبراهيم الطاهرة ودماء زملائه من المجاهدين التي سالت على أرض ليبرتي تضيف سطوراً براقة في تاريخ الحرية والعدالة.. وإن النصر قادم قادم طالما وأن مئات الآلاف من إبراهيم في صفوف مجاهدي خلق يحملون مشاعل النور والحرية.. اليوم كلنا إبراهيم وحلم إبراهيم.. اليوم كلنا مقاومة.. كلنا مجاهدين.. وداعاً إبراهيم.. وإلى اللقاء.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد