منذ فترة أحاول شخصياً الحديث عن الأمن في تعز وعن الحالة الأمنية المتردية التي يعيشها التعزيون, فيأتي (بقايا) المطبلين ويحاولون بكل ما أوتوا من لف ودوران وتزييف للحقائق أن يقنعوا كل من يتحدث عن الأمن بأن الأمور على ما يرام ولا يوجد أي مسلح وكأنك لا تسمع حتى صوت الرصاصة في تعز.. من خلال سماعي لحديث بعض هؤلاء (المفبركين) ظننت أن اللجنة الأمنية قد قامت حتى بمنع التجول حتى بـ(مسدسات الماء) التي يشتريها بعض الآباء لأطفالهم من شدة ضبطها للأمن وخوفها على أمن المواطن, ليصل الحال بها إلى محاربة مسدسات "ألعاب" الأطفال والتي قد ربما تعمل على إشاعة الخوف فيما بينهم غالباً من كثرة المبالغة.
عندما أردت الحديث عن الأمن في تعز قاطعني أحدهم قائلاً بأن المحافظ قد قام بنشر حملة أمنية وظل يردد لي الكلمات تلو الكلمات ومنها بأن المحافظ قال للعسكر المرابطين في النقاط "استخدموا القوة مع كل من يحمل السلاح ولم يرضخ للقانون".. والكثير الكثير من العبارات, لأتفاجأ يوم أمس الأول بالانتشار الكثيف للمسلحين المدنيين وليس العسكر الأمنيين, بل وبأصوات الرصاص الموزعة في كل زقاق وشوارع مدنية تعز الثقافية, بل وفي عقر دارها..
ليس هذا فحسب, بل عند مروري بإحدى النقاط الأمنية كنت أظن من سابق عند مروري بها بأن التشديد الأمني في التفتيش للمسافرين هو بنية البحث عن أي قطعة سلاح, لكن اكتشفت فقط قبل أيام بأن التفتيش والنقطة الطويلة والعريضة التي يقف فيها حوالي طقمين ومدرعة هي من أجل ضرائب (القات) ولا شيء سواه, ليسيطر الحزن عليّ وعلى معظم المسافرين.
لا أعلم ما هو شكل ولا مضمون الرسالة التي يجب أن أوجهها لمحافظ تعز/ شوقي أحمد هائل هذه المرة.. ولن أشكو له بعد اليوم ما يشكوه أهلي وناسي في تعز من خلال اختلاطي بهم منذ أيام قلائل, لأنني أحسست وكأن المحافظ يعيش في وادٍ غير الذي يعيشه أبناء تعز.
عند تجولي في بعض الشوارع, ومشاهدة المسلحين و(الهنجمة) التي يمارسونها و(القبح) المنتشر على جنباتهم, أحسست وكأن هناك صوتاً حاقداً على تعز يعتلي جبل العروس موزعاً صداه على جبل صبر وجبل الصلو وحيفان, قائلاً: قد أوصلت لكِ يا تعز ما تكرهينه وتحاربينه إلى عقر دارك رغماً عنك وبصمت مخزٍ من بعض أبناءك (السلاح).
الله الله يا رئيس الجمهورية في هذه المحافظة (المسكينة) المسالمة التي قدمت خيرة شبابها من أجل تحقيق ثورة أتت بك من حيث لا تشعر إلى كرسي الحكم.. والله الله يا أبناء تعز أنتم والأستاذ/ شوقي أحمد هائل, ليس بصفته محافظاً, لأنني قد أسلفت بأن لا أشكو له, بل بصفته أحد أبناء المحافظة, بالحفظ على محافظتكم التي أكلتم من خيرها وتربيتم على ترابها.. ولا يخفى على أحد الحالة الأمنية المتردية في معظم محافظات اليمن, لكن خصصت تعز بالذكر, كوني قد لاحظت وسمعت ورأيت الانفلات والمبالغة فيه بأم عيني.. والله من رواء القصد.