إن السلام المنشود في الشرق الأوسط سيظل غائباً عن المنطقة العربية ما دام التحالف الأمريكي الصهيوني قادراً على المبادرة التي تنسجم مع مصالحه خاصة في وقت يبدو فيه أن المنهجية العربية الرسمية أضحت على استعداد للتعاطي مع المسألة الفلسطينية بالقبول بما تطرحه واشنطن وإن كانت هذه الأخيرة تخدم أجندات بني صهيون..
ومن هنا نستنتج بأن كل الخطط والمقترحات الاقتصادية وحتى السياسة التي تطرحها الإدارة الأمريكية وتحاول فرضها بالإغراءات المالية لا تأتي بالسلام الحقيقي, لأنها تقوم على معرفة حقيقية بتوازن القوى على الأرض .
كنا قد أشرنا في مقال سابق إلى ما طرحه الكاتب العربي/ محمد جبر الريفي بأن المشاريع والمخططات التي تطرحها الإدارة الأمريكية هي مشاريع ومخططات تقوم على قاعدة مادية كبيرة من المصالح الاقتصادية فيما بين رؤوس الأموال الأمريكية والأوروبية والصهيونية والعربية وهو إمعان أكثر في عملية التطبيع مع الكيان الصهيوني الذي لم يبد أي استعداد للتعاطي مع استحقاقات السلام..
كما التحرك الاميركي مؤخراً بالمنطقة العربية على قاعدة ترتيب أوضاع المنطقة العربية ضمن سياق المخطط المرسوم من تقييم دقيق لموازين القوى الراهنة وعلى نحو بائس لا يتماشى مع هدف استعادة الحقوق الوطنية لا المرحلية ولا أيضاً الاستراتيجية, لأن السلام الاقتصادي التي تطرحه الخارجية الأمريكية, باعتباره يشكل حسن نوايا كمقدمة للحل السياسي, حيث يتوجب في إطاره إنشاء مشاريع اقتصادية وجلب استثمارات للأراضي الفلسطينية المحتلة عام,67 لا يخرج عن كونه رشوة مالية للالتفاف على الثوابت الوطنية لأنه يهدف لإبقاء الاحتلال الصهيوني وتطوير الاقتصاد الإسرائيلي على حساب الاقتصاد الفلسطيني, باعتبار أن هذا الاقتصاد الأخير هو أقل تقدماً من الناحية العلمية والتكنولوجية.