إن الجريمة الشنعاء التي اهتزت لها كل الضمائر الحية من أبناء محافظة تعز بل ومن كل أرجاء الوطن بمحاولة استهداف حياة الدكتور العلم / ياسين عبدالعليم القباطي- يوم الأربعاء الماضي عصراً- جريمة نوعية استهدفت القيم والأخلاق واستهدفت الإنسانية في أبهى صورها ممثلة بهذا الدكتور الإنسان الذي وهب حياته للناس, فهو عالم ماهر وإنسان صادق، وسياسي لم يتعلم مكر السياسة ومراوغتها، عرف عنه الوضوح والصدق والانحياز للحق أينما كان، لا يعرف المداهنة ولم يتربى على النفاق، يقول كلمة الحق ولو كانت مرة، ثائر بالفطرة، يتخذ الموقف الذي يراه حقاً دون أن يحسب الربح والخسارة.. جراء هذا الموقف، أغضب الطغاة، وفضح المنافقين، بصماته واضحة وخدماته جليلة وخاصة في أوساط البسطاء من الناس.. رغم تمكنه العلمي وعلاقاته الواسعة داخلياً وخارجياً, فإنه لم يستغل ذلك للثراء، ولكنه سخر كل هذه الإمكانيات من أجل الإنسانية وتخفيف آلام الناس وجراحاتهم.
إن استهداف الدكتور ياسين عبدالعليم القباطي بهذه الصورة البشعة وهو في هذا العمر من قبل شاب مفتول العضلات وبطعنات قاتلة تجاوزت الخمس عشر طعنة وبإصرار عجيب على القتل.. إن مثل هذه الجريمة يجب ألا يتعامل معها بتسطيح، بل يجب أن تنال حقها من التحقيق الدقيق, يتولى ذلك أكفأ المحققين وبمعيار دولي وإشراف من قبل كل من يعنيهم الأمر وفي المقدمة النقابات الطبية..
إننا نناشد الأخوين وزير الداخلية ومحافظ المحافظة أن يوليا هذه الجريمة اهتمامهما الشخصي، فالجميع منتظر بتلهف نتائج التحقيقات، و لا يخفى عليكم عوامل التعبئة والتأثيرات النفسية التي تستخدم للتحريض على مثل هذه الشخصيات الوطنية، فليس بالضرورة أن يكون مَن وراء هذه الجريمة؛ قد قال للقاتل اقتل، ولكن هناك طرق لتهيئة المجرمين لارتكاب جرامهم وما قاتل الملك فيصل- رحمه الله- عن أذهانكم ببعيد، ونرجو ألا تلحق هذه الجريمة جريمة استهداف الدكتور أحمد الأصبحي والتي سجلت ضد معتوه.
إن جريمة بهذا الحجم استهدفت النبل والحرية والحياة اذا مرت مروراً هادئاً دون ردع صارم ضد مرتكبيها ومن وراءهم فإن المعاتيه كثر وستكون بداية لمسلسل يستهدف كل الشرفاء من القامات الوطنية وسيستخدم ضد هذه الشخصيات سلاح المعتوهين .
أناشد الجميع التضامن مع الدكتور القباطي تضامناً مع الشرف والمروءة وكــــــــــــــــــــل القيم الفاضلة المتجسدة بهذا الإنسان الرائع الذي قلَّما وجد الزمن مثله، والتفريط به تفريط بكل شيء جميل في الحياة.