;
نبيلة الوليدي
نبيلة الوليدي

صناعة جيل مبادر .. 1310

2013-06-23 19:02:11


بناء جيل قيادي فعّال, كان وما يزال حلماً يراود كل صاحب رسالة سامية وكل ذي همة عالية, يطمح لاسترداد مجد الأمة الضائع.. وبعيداً عن الجدلية القديمة (هل يولد القائد أم يصنع؟).
يسعى جميع طلاب المجد ورواد صناعة التغيير- كل على شاكلته- لتحقيق هذا الحلم وصياغة طليعة من الرواد القياديين المؤثرين القادرين على استعادة زمام الأمور وقيادة البشرية على مدارج الهداية والنور, وبعث نهضة الأمة من جديد..
وسنة النصر الخالدة تقرر بأنا لا ننصر بالكم بل بالكيف, وهذا ما تعززه العلوم الإدارية الحديثة في مجال القيادة, حيث تؤكد الدراسات أن 2% فقط هم من يقودون أممهم نحو ذرى المجد وينهضون بمجتمعاتهم ويصنعون الحضارات ويحدثون التأثير على مدى التاريخ, والبقية أتباع, يمثلون الوجه الآخر لعملة القيادة, وبقدر ما تعطهم قياداتهم من احترام وتقدير وعناية بقدر ما يعظم دورهم وتأثيرهم في قيام مشروع النهضة الحضاري.. فالأصل أن لا يخلو زمان من الأفذاذ المتوقع منهم القيام بنهضة أممهم, ولكن الإشكالية تكمن في غياب المحاضن التي تتبناهم وتصقل قدراتهم وتنمي مهاراتهم.
كان عمر ابن الخطاب "رضي الله عنه", الرجل الملهم, يقول: أريد رجلاً إذا كان أميرهم كان كأنه واحد منهم, وإذا لم يكن أميرهم كان كأنه أميرهم!!.. معادلة غابت عن أذهاننا دهراً!!.
والآن وبعد سنوات عديدة سعى فيها المربون والمصلحون بكل دأب, وبجهد ومشقة لاستعادة مجد الأمة وبث روح الفداء والإيجابية في أبنائها, وبعد العديد من المحاولات القائمة على التجربة والخطأ أدرك الكثير منا أن ثمة أخطاء فادحة في منهجيتنا لصناعة الشخصية القيادية, منها:
1- عدم الاهتمام بتنمية المهارات القيادية لدى الأبناء منذ الصغر.
2- تغييب الروح القيادية في أوساط الأفراد, وطمس معالمها في شخصياتهم, وبرمجتهم على السمع والطاعة دون فهم أو مناقشة للأوامر!!.
ربما يرجع ذلك لأنه عند ذكر القيادة يذهب الذهن إلى معنى الزعامة وطلب الرياسة, حيث يبدو أنا لم نسمو بعد بذواتنا لنبلغ مرحلة متقدمة من الصدق والتجرد في حمل الرسالة, ولم نستطع فهم القيادة والنظر إليها بمنظور جديد كالإيجابية والمبادرة.. وتولّد من هذا علل كثيرة, منها:
* تضاؤل الإيجابية لدى الأفراد وانطفاء روح المبادرة فيهم, ذلك لأنهم تم برمجتهم ليكونوا فقط أتباعا, وربما أتباع من الدرجة العاشرة, فانخفض سقف عطائهم وطموحاتهم, بسبب انخفاض سقف توقعات قياداتهم منهم!. 
* عدم مراجعة مناهج ونظريات القيادة القديمة, والقيام بتجديد برامج التدريب والتأهيل القيادي, وضعف الإفادة من التقنيات الإدارية الحديثة في هذا المجال.
* عدم إتاحة الفرصة للشباب لاستلام مواقع قيادية عليا, إما لأنهم فئة مهمشة أو مكبوتة أو لأنهم لم يعدوا الإعداد اللازم لتسنم هذه المواقع, أو لتشبث القيادات الهرمة بمواقعها!!.
* انعدام أو ندرة المحاضن المؤهلة لصناعة الشخصية القيادية بإخلاص وتجرد, وفي أجواء إيمانية محفزة, وخالية من التعصب والتحزب.
 أخيراً: على القادة والمربين والمصلحين, إن هم صدقوا بإرادتهم النهضة لهذه الأمة, الوقوف وقفة جادة لإصلاح هذا الخلل العميق في شخصية الفرد المسلم, والذي ينشأ أحدهم بين أحضان أم جاهلة أو مهضومة الحق غير مقتدرة, من قبل أب مطحون بين سندان العيش ومطرقة القهر, في مجتمعات ترزح تحت وطأة الجهل والفقر والتخلف, ثم تتلقفه مؤسسات تعليمية يسودها الفساد والتخلف, والجهل المركب, وتغيب عنها القيم السامية ومبادئ الحق والصدق والشجاعة, إلا ما رحم ربي وقليل ما هم!.

الأكثر قراءة

الرأي الرياضي

كتابات

كلمة رئيس التحرير

صحف غربية

المحرر السياسي

سيف محمد الحاضري

2024-10-14 03:09:27

القضاء المسيس ..

وكيل آدم على ذريته

أحلام القبيلي

2016-04-07 13:44:31

باعوك يا وطني

أحلام القبيلي

2016-03-28 12:40:39

والأصدقاء رزق

الاإصدارات المطبوعة

print-img print-img
print-img print-img
حوارات

dailog-img
رئيس الأركان : الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر

أكد الفريق ركن صغير حمود بن عزيز رئيس هيئة الأركان ، قائد العمليات المشتركة، أن الجيش الوطني والمقاومة ورجال القبائل جاهزون لحسم المعركة عسكرياً وتحقيق النصر، مبيناً أن تشكيل مجلس القيادة الرئاسي الجديد يمثل تحولاً عملياً وخطوة متقدمة في طريق إنهاء الصراع وإيقاف الحرب واستعادة الدولة مشاهدة المزيد