بعيداً عن المماحكات والتعصبات وكل ما يوحي بإثارة الآخرين, وقريباً جداً من الحب والتسامح والتقارب وكل ما هو جميل يجب أن يكون اهتمامنا كيمنيين حالمين بوطن لا تشوبه مؤشرات الكراهية والحقد!!.
عند اطلاعي على بعض الأدوات الإعلامية شخصياً أشعر بـ(الحزن) عندما ألاحظ تبادل السب والتخوين وإشاعة مبدأ الكراهية والحقد بين أبناء الوطن الواحد بفعل بعض التعصبات لجماعات أو أحزاب أو طوائف لا تضيف إلى رصيد الوطن سوى التأخر كثيراً أو التقدم إلى الخلف!!..
بفعل التعبأة الخاطئة وخاصة التي تقودها بعض الجهات الإعلامية أصبح اليوم البعض من أبناء وطننا الغالي يُسب الوطن ويُنتهك أمام مرأى ومسمع منه وهو في حالة (صمت) و (خشوع) لا نعرف سببه وما إن تُذكر إحدى (الدويلات) التي تعمل ضد أمن أو استقرار اليمن نراهم ينتفضون (كمن يتخبطه الشيطان من المس) وقد يصل به الأمر إلى أن يقاتلك بسبب ذكر أو حتى انتقاد الدولة التي يواليها وكأنه يأكل من خيرها وتربى على ترابها (أجارنا الله من ذلك)..
اليمن بجملتها منذ زمن طويل تحتضن الحب والتسامح وكل صفات التقارب والبساطة وقد أسموها سابقاً بـ(السعيدة) لما رأوه فيها من حب وسلام وستظل كذلك إن شاء الله إذا استطعنا التخلص من إثارة النعرات الطائفية والمذهبية التي يحاول البعض, ولا ندري تحت أي مبرر, افتعالها بعد أن لفظتها اليمن قبل سنين وأودعتها, بل رمتها في مزبلة التأريخ ليتعايش كل اليمنيين بعيداً عن هذه الدعوات الجاهلة!!.
الموضوع أو المقال ليس عاطفياً بتاتاً كما سيتبادر إلى أذهان القلة, إن وُجدت, بل هو واقع جداً يخاطب النفوس والعقول التي أدمنت حب الوطن والعمل من أجله وخاصة النخبة المثقفة وعلى وجه الخصوص السياسيين الذين أصبح اليوم بأيديهم رسم ملامح الوطن, كونهم من يتحكمون بالشارع اليوم عبر الأحزاب والتنظيمات والولاءات وغيرها!!..
لنتسامح ونشيع الود فيما بيننا ولندعو إلى الحب والوئام وبناء الوطن الأغلى بإخلاص وبدون أي إقصاء أو محاصصة ومماحكة, وهذا ما يضمن لنا السير نحو وطن أجمل.. والله من وراء القصد.