يعاني منتسبو القوات المسلحة من ترد كبير في تأمين الخدمات العلاجية لهم ولذويهم نتيجة إهمال وتقصير المستشفى العسكري في أداء واجبه الإنساني تجاه حالاتهم المرضية التي تحتم على قيادتنا الحكيمة المتمثلة في القائد الأعلى للقوات المسلحة والأمن ووزير الدفاع أن يوجدوا الحل الأنسب فيما يتعلق بتوفير العلاج ومحاربة الفساد المستشري في أروقة وحوانيت المستشفى العسكري وفروعه في عموم محافظات الجمهورية والذي ما من شخص عسكري إلا وقد ذاق من ويلات بيت الداء العسكري القاتل المباشر أحياناً والبطيء أحياناً أخرى المسمى تعسفاً دائرة الخدمات الطبية (المستشفى العسكري) الذي طالما استبشر به العسكريون خيراً منذ تولي الإدارة الجديدة المتزامنة مع حكومة الوفاق ولكن للأسف الشديد وكما يقول المثل الشهير و"كأنك يا أبو زيد ما غزيت"!.
إننا اليوم نمر بمرحلة التغيير الشامل ومع ذلك نجد بأن المستشفى العسكري مازال حاله على ما كان عليه من قبل بل زاد الطين بلة إن ثمة ملائكة رحمة مروا من هنا وكأنهم تخصصوا في التشريح بدلاً من التطبيب ولا نلمس من خلالهم أي دور يقدمونه لخدمة هذا الجندي الذي كفل له القانون الحماية والرعاية الطبية الكاملة سواء أكان في الداخل أم في الخارج إن استدعى الأمر.
إنه يستوجب على قيادتنا الاهتمام بالجانب الصحي للمقاتل ولأسرته والمكفولة له إلا أن الخدمات الطبية ظلت على حالها كما كانت في الفترة السابقة وهو حال يرثى له من خلال تقصير المستشفى في تقديم الخدمات الأساسية للعسكريين ولا ندري من هو المتسبب والمسؤول عن هذا التقصير؟ هل هو من قيادة المستشفى أم أن التقصير آت من قيادة وزارة الدفاع والجهات المختصة في القيادة العسكرية العليا إننا عندما نرى الجندي المغلوب على أمره وفي وجهه اليأس والإحباط نتساءل متى سيحظى هذا الجندي في القوات المسلحة بالرعاية من قبل القيادة، أم انه سلوك ممنهج من اجل امتهان الجندي الذي يضحي بحياته من اجل الوطن.
إننا لا نطمع بأن يحظى الجندي بالمستحيل بأن يحصل على الدولارات التي تصرف لبعض المسؤولين وأبنائهم مقابل العلاج بالخارج جراء وعكة صحية عرضية "أنفلونزا" لا تستحق السفر بل أن غاية ما نريده هو أن يحظى هذا الإنسان بالاهتمام في المستشفى العسكري الذي وجد لخدمته.
إننا هنا نتساءل: ما الذي ستقدمه الهيكلة للجانب الصحي في القوات المسلحة أم أن الهيكلة ستكتفي بتغيير القادة فقط وستظل الجوانب المعيشية والصحية للمقاتل متدهورة؟.
ما أريد الحديث عنه هنا هو أنني ورغم معرفتي بتدهور الخدمات العلاجية في المستشفى من خلال اطلاعي وشكاوى كثير من الزملاء لكن ما عشته من تجربة شخصية في الأيام القليلة الماضية كشف لي الواقع المأساوي للقطاع الصحي العسكري فقد تعرض والدي لوعكة صحية اضطررت لإسعافه إلى المستشفى العسكري فرع تعز ولا اخفي عليكم ما وجدته داخل المستشفى من انعدام للعلاج والإهمال واللامبالاة واللذان يستقبل بهما المرضى والحالات الحرجة وما حظيت به من اهتمام وأنا ألهث متوسلا خوفاً على حياة والدي سوى دخولي إلى حوش المستشفى ثم مقابلة الطبيب فقط حتى أنني ذهبت إلى المدير اشرح له ذلك موضحاً له بأن هذا السلوك غير سوي وغير إنساني فرد علي بالقول:( لدي كرت لاستلام علاج لأحد أقاربي أحيانا لم أحصل عليه), فسألته: إذا كان الأمر بهذه الطريقة إذاً أين يذهب العلاج؟.. فأجابني قائلاَ: إن العلاج الذي يصرف من قبل المستشفى العسكري بصنعاء لا يغطى سوى ثلاثة أيام من الشهر وبقية الأيام يقتصر العمل على مقابلة الأطباء والمعاينة فقط أما العلاج فيتم شراؤه من العيادات وكذلك الفحوصات باهظة الثمن تجرى في المختبرات الخاصة.
أحد الموظفين تحدث لي قائلاً: "أنتم قمتم بثورة تحملوا نتائج ثورتكم, نحن اليوم نستلم من العلاج الذي يصرف للمستشفى أقل مما كان يصرف في السابق" .
إن هذا الكلام يجعلني استنتج بأن هناك أعداء للتغيير في المؤسسات الحيوية والهامة ومازالوا يمارسون الفساد الذي اكتسبوه من خلال أعمالهم السابقة وأن القصد من هذا الفساد الحاصل الآن هو إيصال رسائل يهدفون من ورائها إلى فقدان الأمل في أوساط المجتمع اليمني عامة والعسكريين خاصة وإيهام البسطاء بأن التغيير هو السبب فيما وصلت إليه حال البلد.
إننا نناشد فخامة الرئيس والأخ الوزير أن يدركا بأن المؤسسة العسكرية بحاجة إلى الاهتمام والرعاية الطبية الكاملة التي نعتبر أنها تأتي في المقدمة قبل تدريبه، وأن المستشفيات العسكرية بحاجة إلى كادر طبي متخصص يعمل على خدمة هذا الجندي الذي يقدم روحه فداء لهذا الوطن والدفاع عن مكتسباته.