ندرك أن مآسي الماضي عبء نحمله لنورثه للأجيال القادمة بالخطأ وأننا نحتاج إلى مشاريع وطنية تتعدى مشاريع الأحزاب والجماعات الضيقة، كي نخرج من شرنقة الأزمة.
إن تحوُّل الخطاب السياسي إلى خطاب تحيزي ضيق أحمق يقود دائماً إلى التحريض بين الناس والجماعات التي لا تتشابه إلا في المشاريع غير الوطنية التي تحملها.
أشرنا سابقاً إلى أن الجماعات التقليدية في بلدان الربيع العربي باتت تقترب من الماضي بأكبر قوة ممكنة، مما يعيق عملية التغييرات، وتحولها إلى ما يشبه سراباً في حُفنة مثقوبة من الهراءات التي تمتد لكل مفصل من مفاصل الحياة.. فعلى الرغم من تقديم بعض النُّخب لإشكاليات اليوم، ومُعالجتها وفق مُتطلبات الشعوب، كالقضاء على الفقر ومُحاربة الفساد وزيادة نسبة النمو الاقتصادي، كمدخل حقيقي للقضاء على كُل أو لِنقل أغلب تعقيدات الحاضر..
كما أن التكوين الأيديولوجي لبعض التكتلات والجماعات، مع وجود مساحة أكبر من الفراغ السياسي، يعيق كثيراً من التصورات ومُعالجتها وفق مُتطلبات الشعوب وهي التصورات المتعلقة بالقضاء على الفقر ومُحاربة الفساد وزيادة نسبة النمو الاقتصادي، كمدخل حقيقي للقضاء على كُل أو لِنقل أغلب تعقيدات الحاضر.
ولعل وقائع الحاضر مليئة بالتناقضات على المستوى الفردي، وعلى المستوى الرفيع للقيادات والتنظيمات السياسية التي دائماً ما ترتهن في قراراتها السياسية إلى الإيقاع الخلفي لانتمائهم الأيديولوجي، دون مراعاة مشاعر الناس الذين ينتظرون تغييراً حقيقياً.
يقول الكاتب العربي جلال غانم إن الإشكاليات التاريخية التي تنتزع صفاتنا الحقيقية كبشر، هي من تضع وتؤسس لإشكاليات الصراع قبل أن تكون جُزءاً من حُلول الحاضر وهذا ما نلمسه في طبيعة هذه الشُّعوب التي تثبت كُل يوم انتماءها لإشكالية الماضي، أكثر من انتمائها لواقع وحاضر اليوم.