مستعيراً ذاكرة والدي العزيز, كوني لم أكن موجوداً حينها, حلّقت برفقته في زمن كان الرأسمال اليمني فيه منتعشاً وفي ذروته عزيراً مكرماً دون استعباد السعودية أو مروق أي دولة أخرى..
عندما ظل والدي يحدثني عن الريال وسعره قبل سنوات وعن الاقتصاد وعن أشياء كثيرة تتعلق بهذه القضية أيقنت بأن هناك أيادٍ (حقيرة) تتلذذ بتجويع اليمنيين والتلاعب بعملتهم واحتكارها عليها مقابل الدولار الذي لم يكن فارق بينه وبين الريال اليمني ذات يوم سوى (أفلاس) أو ريالات قليلة جداً..
وكما أخبرني والدي كذلك بأن السياسة ليست في تتويج مسؤول أو إسقاط آخر, وليست أيضاً في مسيرة راجلة تتحطم عزيمتها في جدران (جيزان) أو (عسير) أو حيفا أو يافا, إنما السياسة اللعينة التي يتخذها بعض كبار التجار في إسقاط الريال إلى (آخر ركعة) مهاناً (مدعوساً) رغم أنف الشعب دون أي تقدير لأحد سوى مصالحهم ورؤوس أموالهم الشخصية التي يدخرونها في (بيوت) أذِن الشرع أن تسقط أو تتراجع, لأن ديننا الإسلامي الحنيف يرفض الاحتكار وتجويع الناس أو المتاجرة بحقوقهم وتركهم في حالات قرأت عنها في كتاب التربية الإسلامية أثناء دراستي في الابتدائية..
قد يجهل الكثيرون ما كتبت, ولكن الأكثرية ستعي ما أقول وأكتب (وما الله بغافل عما يفعل الظالمون) ..
يبدو بأن الحكومة قد (شُلت) وإلى غير رجعة أو أنها (تعيش) في دهاليز هي في غنى عنها, حيث أنها لم تعير الجانب الاقتصادي أي اهتمام, فالدولار لا زال في الدور (215) ولم يتحرك إلى الأسفل كي يعانقه اليمنيون بعد رحلة علاجية استمرت أعوام, وأعتقد أن باستطاعته الركوب على متن هذا الشعب حتى يصل الدور الـ (1000) إذا اقتضى الأمر, لأن الصعود (أريح) على البعض وأهم من الهبوط, وهذه علاقة عكسية لا يفتعلها إلا (الشواذ).
لن أطيل ولكن أقول: حمى الله اليمن واقتصاده وأمنه, ورزقه الاستقرار والمسامحة والحب والوئام والود, كما ندعوه عز وجل أن يوقظ الحكومة من سباتها العميق وأن يهديها رشدها كي تعلم بأن الاقتصاد كذلك هو أخطر أنواع السياسة وأنه قد يكون البديل عن المشاكل والتناحرات.. إنه ولي ذلك والقادر عليه.. والله من وراء القصد!!.