دموع الأطفال اليتامى، وصرخات المعتقلين المخفيين قسراً وأنين الفقراء، كل هذه الآهات ممزوجةٌ برائحة الموت الذي ينادي من مكان قريب يهتز له عرش الوطن، المواطن المسكين مغلوب على أمره يناشدكـم باسم الإنسانية يا من تشعرون بالانتماء للوطنية أن تقفوا ضد التسلط والظلم الذي يعشعش في أرجاء السعيدة وأن تصرخـوا بأفواه الحقيقة التي يحاول البعض تزييفها وتضليلها, فقد طفح الكيل من هذا الوضع المخيم على رقاب البعض الذين لا حول لهـم ولا قوة.
هناك من يمارس ارتكاب الأخطاء بحق الآخرين والسبب هو صمت القضاء العادل وبالتالي يجد القائمون على هذه الأعمال الهمجية مبرراً يدفعهم إلى إشاعة الفوضى وانتزاع الأرواح من مأمنها.
غلاء فاحش مع اقتراب الشهر الفضيل يكاد الفقير أن يموت جوعاً, لا يستطيع أن يوفر ما تشتهيه نفسه نتيجةً للظروف وقلة المصروف, حينها يلجأُ لافتراش الأرض والتحاف السماء لمد يد العون من أصحاب القلوب البيضاء, فالتلاعب بالأسعار يعتبر أشد فساداً عندما لا يوجد من يهتم بالوطن والمواطن، بل هناك كوارث فساد وعقاب دون رحمة يتداولها المفسدون في الأرض تقع على عاتق المغلوبين على أمرهم ولم تجد من يحرك ساكناً, بل اكتفوا بالتنظير والتبرير لأخطائهم الكبرى.
وللتخلص من هذا الواقع يجب أن نقتل هاجس الخوف والصمت وننطق كلمة الحق بوجه من يعبثون بالوطن وما زالوا يدعون الوطنية وهم واهمون، فلقد اتضحت النوايا بكذبهم من أجل مصالحهم على حساب المستضعفين الذين لم يكسبوا غير الفساد والفتن والموت العشوائي الذي يحصد المئات من الأرواح من دون ذنب، وصدق الإمام علي بن أبي طالب, كرم الله وجهه, عندما قال ( حينما سكت أهل الحق عن الباطل توهم لأهل الباطل أنهم على حق).