تساؤلات وأمنيات تتكرر هنا وهناك ونحن نقف بانتظار اليوم الذي سيكون فيه الفقير - وبالأخص الموظف اليمني- قادراً على الإيفاء بمتطلبات الحياة الأساسية للعيش الكريم له ولأسرته.
لقد وصلنا اليوم إلى مرحلة اليأس ونحن نشاهد حكامنا ومسؤولينا وهم يتبجحون ويأكلون من نعيم هذا البلد بالملايين يصرفونها لحاجاتهم, وتورد إلى حساباتهم الملايين بنوا مساكن فارهة بالملايين.. القوانين تجير لمصلحتهم ونحن منتظرون, كلما قلنا أتى الفرج زاد العناء أكثر, فإلى متى سيظل ابن يمن الإيمان والحكمة يجاهد دون أن يرى حتى هدنة في حياته.
أوجه أسئلة إلى كل مسؤول في الحكومة, هل قرأتم يوماً من الأيام آية قرآنية, أو حديث يتحدث عن المسؤولية الاجتماعية ويحث المسؤول أن يكون أميناً؟.
هل سيأتي يوم تقنعوا أنفسكم بما حصلتم عليه وتكتفوا بما لديكم من أموال وتؤدوا الزكاة ليستفيد منها فقراء أبناء الشعب.
الشعب اليمني لديه أمل وحيد وهذا الأمل لاينقطع أبدا وهو اللجوء إلى الله ..مازلنا نشاهد اليوم وبخاصة بعد ثورة الشباب السلمية التي كان بالإمكان للفساد أن يزول, الا أننا نرى هذا الفساد ما زال يعشعش في أروقة الدولة بكل مؤسساتها حتى الهيئة العامة لمكافحة الفساد التي من شأنها مراقبة كل ما يجري من فساد داخل المؤسسات .
أصبح اليوم المنصب في مفاصل الدولة تجارة للاستثمار الشخصي.. للمدير ونائبه تصرف الملايين من الريالات مقابل اعتمادات وما شابه ذلك وكلها تذهب في مهب الرياح.
متى سيؤثر مسئولينا الشعب على أنفسهم, وجهاء اليمن هم أيضاً يتصارعون على المناصب لماذا؟ هل لخدمة اليمن وأبنائه أم لخدمة البلدان الأخرى التي انتعش اقتصادها بفضل المسئولين السابقين الذين ملأت استثماراتهم الدول العربية والاروبية والأمريكية والشعب اليمني ينتظر الإنجازات التي أوهموه بها من خلال الخطابات التي كانوا يلقونها خلال السنوات السابقة.. فعندما كانوا يقدمون برامجهم الانتخابية إلى الشعب كنا نتوهم بأن اليمن سيخرج من محنته الا انه وبمجرد وصولهم الى كرسي الحكم سرعان ما تناسوا ما وعدوا به ونلاحظ أن برامجهم الانتخابية يطبقونها في دول أخرى وهذا ما شاهدناه اليوم من خلال امتلاكهم للأبراج والعقارات الموجودة في دبي ودول أخرى.
إذا مانحتاج إليه اليوم هو البحث لأنفسنا عن الحل بإحداث تغيير لنرتقي إلى حياة معيشية أفضل.
أما أننا سنظل نراهن على المسئولين حتى يحسنوا مستقبلهم أولا وبعد ذلك يلتفتوا إلينا هذا وهم, ولن يحدث هذا في اليمن, لأن الشرائح المتسلطة في البلاد لايوجد عندها القناعة حتى نأمل بأنه سيأتي اليوم الذي ننعم فيه بخيرات بلادنا, حيث و لديهم نظرات قصيرة جداً لأبناء وطنهم لايرون في هذا البلد إلا أنفسهم فقط .والدليل على ذلك أن القانون اليمني لايطبقوه إلا لمصلحتهم الشخصية فالكهرباء مثلاً لا تنير بشكل مستمر إلا بيوتهم وكأننا في اليمن منتظرون لعمر ابن الخطاب ليبعثه الله علينا ليقيم العدل فينا .لان اليمنيون ناضلوا ولكن نضالا تهم لا تعود بالفائدة على عيشهم, وما نشاهده من خلال ثورتي سبتمبر وأكتوبر يضاف إليها الوحدة لم تغير من حال اليمنيين شيئاً, وهاهم اليوم أقاموا ثورة شبابية سلمية تضاف إلى نضالا تهم السابقة على أمل أن تحقق لهم كل ما حرموا منه خلال العهود السابقة رغم طول الفترة التي انتظرها الشعب والعناء الذي واجهه ولا يزال, ولكن (الشعب) سينال ما يريده إذا ناضل ووقف وراء الإصلاحات الجذرية, التي ينادي بها.
أخيراً ما أريد التنبيه إليه هو انه سيهل علينا في الأيام القليلة القادمة شهر الرحمة شهر الغفران شهر العتق من النار ما علينا إلا الدعاء والتوسل الى الله يرحمنا ويولي علينا خيارنا دون أشرارنا وان يغفر ذنوبنا وأن يعتق رقابنا من النار وينجينا من المتسلطين والمتنفذين آمين اللهم آمين.
صالح عبدالله المسوري
الشرائح الفقيرة وخيرات البلاد 1277