التهريب عبر سواحل ذباب بتعز ليس جديداً, فمنذ عقود وسواحل ذباب هي ممر لتهريب الخمور والبشر والبضائع والأسلحة الخفيفة وغيرها وهي كذلك منفذ لتهريب المشتقات النفطية من اليمن لجيبوتي والصومال وغيرها, ولكن الأشهر الأخيرة شهدت تزايداً ملحوظاً لتهريب شحنات كبيرة جدا من الأسلحة والتي وصلت في إحدى الشحنات إلى 50 ألف قطعة سلاح كما نشطت عملية تهريب المبيدات الإسرائيلية السامة والبضائع والألعاب النارية كما شهدت تلك المنطقة تزايد حالات الاعتداءات على الصيادين من قبل الصيادين الإرتيريين وخطف بعضهم, مما يجعل من سواحل بؤرة ساخنة تستوجب الاهتمام بها وجعلها تحت مجهر السلطة, حيث صارت مصدراً للشرور وشحنات الأسلحة التي تهدد بإغراق اليمن في فوضى عارمة.
حصيلة التهريب بسواحل ذباب خلال أشهر:
من يرصد شحنات التهريب التي ضبطتها الأجهزة الأمنية عبر سواحل ذباب يصاب بالفزع, فالإحصائيات مرعبة والحصيلة كبيرة وفي فترة قياسية وجيزة وهذه للشحنات التي تم إلقاء القبض عليها, ناهيك عن تلك التي مرت ولم تستطع الأجهزة الأمنية القبض عليها أو التي لم يعلم بها أحد, فالمهربون في تلك المنطقة قد اكتسبوا خبرة طويلة ودراية جيدة بأحوال المنطقة وأوضاع الأجهزة الأمنية والعسكرية التي ترابط في تلك المنطقة.
- في الأربعاء الماضي 19 / 6 / 2013م أفرغت سفينة نقل حمولتها من مواد التهريب في عرض البحر قبالة شواطئ مديرية ذباب بمحافظة تعز إلى عدة قوارب نوع "جلبة" والتي اتجهت إلى أماكن مجهولة.. ورغم إبلاغ الجهات الأمنية عن قدوم هذه السفينة من المياه الإقليمية الجيبوتية, إلا أن القوة العسكرية التي خرجت بعد تلقيها البلاغ لم تستطع القبض على المهربين والشحنة التي تم تهريبها.
- وفي 17 يونيو- حزيران 2013 داهمت قوات عسكرية من اللواء 35 مدرع، مخزناً لتهريب الأسلحة والمبيدات السامة في منطقة واحجة بمديرية ذباب بمحافظة تعز وتمت مصادرة المواد المهربة وأحيل المسئولين للتحقيق.
- وفي 6 / 6 /2013م ضبطت قوات من اللواء "17" مشاة بمحافظة تعز شحنة أسلحة جديدة في مرسيين مختلفين من مديرية ذباب، فضلاً عن ضبط كميات كبيرة من المبيدات الكيمائية.
وذكرت مصادر محلية أن العديد من الأطقم العسكرية التابعة للواء "17" مشاة معززة بالعديد من المدرعات داهمت حوشاً يتبع المهرب "أ. ز. ل"، وصادرت منه ما يقارب 300 كرتون فيها مسدسات تركية الصنع وأسلحة أخرى تم نقلها مباشرة على متن طائرتين عسكريتين إلى العاصمة صنعاء.
وبحسب المصادر فإن تلك القوات قامت بمحاصرة 4 أحواش أخرى، يعتقد أنها تُستخدم في التهريب، فيما حاول المهرّبون إحراق أحد تلك الأحواش التي رجحت المصادر أن تكون فيها مواد كيمائية وسموم، وأنواع من المخدرات والحشيش.
وبعد ذلك كشفت السلطات الأمنية بمحافظة تعز، حجم شحنة الأسلحة التركية التي تم ضبطها في مديرية ذباب قبل يومين, وقال قائد محور تعز العميد ركن/ علي مسعد حسين, في مؤتمر صحفي بمقر قيادة الشرطة العسكرية, إن شحنة الأسلحة التي تم ضبطها كلها مسدسات " نص " وربع " تركية الصنع وتصل عددها إلى ما يقارب 12 ألف قطعة سلاح، وإن الحملة الأمنية الثانية، ضبطت 67 مسدساً و 153 قطعة آلي، و13 قنبلة, بالإضافة إلى 8 كراتين مواسير مسدسات "قطع غيار" و13 صندوق خشبي حجم كبير مواسير مسدسات و52 طاوة سيارات جيمس.
وعلى صعيد متصل، أفادت مصادر محلية بمديرية ذباب أن قوات من اللواء الأول المرابط في المديرية، داهمت في وقت متأخر مخبأً يستخدم للتهريب وصادرت عشرات الكراتين المهربة وأنواع الأسلحة المختلفة بما فيها صواريخ "لو".
- وفي 31 مايو 2013 م ضبطت قوات من الجيش والأمن بمحافظة تعز ظهراً ناقلتين نوع "دينا" محملتين بالأسلحة المختلفة بينها قذائف " آر بي جي " بمديرية ذباب.
وقالت مصادر محلية بمديرية ذباب لـ "مأرب برس" إن قوات مشتركة من الأمن وقوات من اللواء "17" مشاه ضبطت دينتين تهريب تحملان على متنهما أسلحة مهربة بينها قذائف " آر بي جي " في منطقة "الغبيري" وتم مصادرتها واحتجازها باللواء " 17 ".
وقالت مصادر محلية إن 3 قوارب نوع "جلبة" متوسطة وعليها 3 حاويات محملة بقذائف " آر بي جي " ليلة الخميس/ الجمعة وأفرغت حمولتها إلى العديد من الديانات, مستغلة عطلة الجمعة لجنود وأفراد الأمن والجيش.
- وفي 25 مايو 2013م ضبطت قوة من اللواء " 17 " مشاه اليوم السبت 3 ناقلات شحن وعربتين نوع "دينا" تحمل أسلحة وخمور بمديرية ذباب غرب محافظة تعز، في عمليتين منفصلتين.
- وفي 18 مايو 2013 م أفرغت 3 قوارب تهريب حمولتها في سواحل مديرية ذباب محافظة تعز أحدها مليء بالأسلحة والذخائر فيما الاثنين الآخرين يحملان بضائع مهربة مختلفة.
وقال شهود العيان: إن أحد القوارب كان مليء بالأسلحة المختلفة والذخائر ما بين آليات "كلاشينكوف" ومسدسات وذخائر، وأن القارب الواحد تصل حمولته ما بين 300 - 400 طن.
في الوقت نفسه تم شحن 3 قوارب أخرى نفس النوع ببراميل مليئة بالديزل من نفس المكان واتجهت بها باتجاه موانئ جيبوتي.
وقالت المصادر ذاتها إن ما يقارب "450" برميل مليئة بالديزل حملت على 3 قوارب نوع "جلبة" مساء الجمعة وانطلقت القوارب باتجاه الموانئ الجيبوتية ولم تعترضها أي من القوات اليمنية.
- وفي 13مايو 2013م ألقت قوات خفر السواحل اليمنية، مساءً بساحل المخا، القبض على قارب نوع "جلبة" محملاً بالأسلحة المهربة, كما تمكنت خفر السواحل اليمنية بباب المندب بالاشتراك مع قوات جيبوتية من القبض على قارب آخر في المياه الإقليمية الجيبوتية.
من ناحية أخرى أفرغ قاربي تهريب حمولتهما المهربة عند مرسى الحويكة بمديرية ذباب محافظة تعز المندب مساءً دون أي اعتراض من قبل الجهات الأمنية.
- وفي 7مايو 2013م دارت اشتباكات مسلحة بين قوات أمن تابعة لإدارة امن تعز وقوات من الشرطة العسكرية في وقت متأخر من الليل في شارع الستين الشمالي لمدينة تعز.. وطبقاً لجنود من الأمن العام فإن سبب الاشتباكات قيامهم بإلقاء القبض على عربة نوع "دينا" محملة بأسلحة وذخائر ومتفجرات تابعة لتجار التهريب الذين ينشطون في تهريب الأسلحة عبر سواحل ذباب.
- وفي 6 مايو 2013م ذكرت مصادر محلية في مديرية ذباب باب المندب أن قوات الأمن تمكنت من ضبط قارب يقل ما يزيد عن 80 مهاجراً أفريقياً وقامت بنقلهم إلى مدينة تعز، كما تحدثت المصادر ذاتها عن رسو قاربين نوع " جلبة " في مرسى المعقر على ساحل مديرية ذباب وأفرغت حمولتها هناك ولم يعترضها أحد.
- وفي 2مايو 2013م ضبطت قوات من اللواء 17مشاه المتمركز بمديرية ذباب باب المندب قاربين على متنهما أسلحة متنوعة بعد اشتباكات مع المهربين.
وأضافت المصادر أن جنوداً عرضوا أنواعاً من تلك المسدسات للبيع في سوق المديرية وأن الأسلحة الأخرى تم مصادرتها, كما تقوم قوات من اللواء 17 مشاه بالبحث عن السفينة التي أفرغت الحمولة إلى القاربين.
- وفي26 ديسمبر 2012م خرجت حملة عسكرية مكونة من أطقم للشرطة العسكرية وقوات الأمن وأطقم من اللواء 17 مشاه وانتشرت في منطقة "واحجة" وقامت بمداهمة أحواش ومخازن تجارية تابعة لتجار وشخصيات نافذة من أبناء المديرية يتهمون بالعمل في مجال التهريب.
وأضافت تك المصادر أن الحملة العسكرية صادرت كميات كبيرة من السجائر والألعاب النارية المهربة وصناديق لا يعرف ما بداخلها ولم تستبعد تلك المصادر احتوائها على أسلحة وذخائر أو مواد مخدرة.
- وفي 17 نوفمبر 2012 تحدثت مصادر محلية بمديرية ذباب الساحلية محافظة تعز أن شحنة تحمل طروداً مجهولة وصلت إلى المديرية بواسطة حاويتين صغيرتين.
وأوضحت المصادر بأن الشحنة وصلت إلى منطقة (واهيجه) والتي تبعد عن المخاء بحوالي 12 كم جنوباً، وتتبع إدارياً مديرية ذباب الواقعة على باب المندب وأن إحدى الحاويتين شوهد فيها سجائر وألعاب ودراجات نارية.
- في 26 ديسمبر 2012م قامت قوات من خفر السواحل اليمنية بمطاردة قوارب تعمل في مجال تهريب الديزل إلى الصومال وجيبوتي وتعود بالسجائر والألعاب النارية والحشيش والمخدرات وأن سفينة صغيرة فرت إلى أعماق البحر قبل أن تفرغ حمولتها وهو ما رجح فرضية وجود أسلحة على متنها وأن القوات الأمنية ضلت متمركزة في المكان حتى وقت متأخر من الليل وتمكنت من مصادرة حاويتين بداخلها أنواع من الأسلحة والذخائر.
الاعتداءات الإرتيرية على الصيادين اليمنيين بذباب:
تزايدت في الأشهر الماضية الاعتداءات الإرتيرية ضد الصيادين اليمنيين وخصوصا في سواحل ذباب وذلك بإطلاق النار عليهم أو إغراق مراكبهم واختطافهم ففي 15 يونيو-حزيران 2013 تعرض 3 صيادين يمنيين للاختطاف مع قواربهم في المياه الإقليمية بسواحل مديرية ذباب من قبل دورية إرتيرية.
وأشارت المصادر إلى أنه تم اقتياد المخطوفين مع جميع معداتهم إلى الجانب الإرتيري وهم ( عمر علوي، ومحمد القشيبي، وحافظ محمد).
- وفي 19أ بريل 2013 م أفادت مصادر محلية أن البحرية الإرتيرية اعتدت على صيادين يمنيين في المياه الإقليمية اليمنية وصادرت قواربهم وألقت بأصحابها في عرض البحر على بعد 6 كيلومترات من سواحل منطقة ذباب, كما قامت البحرية الإرتيرية باختطاف 9 من الصيادين اليمنيين ولم يكن ما فعلته البحرية الإرتيرية حادثاً عرضياً, بل لقد صارت ظاهرة خطيرة تهدد مئات الصيادين اليمنيين ودون أن تقوم السلطة بوقف هذه الظاهرة الخطيرة أو حتى الاحتجاج لدى السلطات الإرتيرية.
- وفي 14 ديسمبر 2012 م أصيب صياد يمني في المياه الإقليمية اليمنية برصاص قوات خفر السواحل الإرتيرية والتي هاجمت الصيادين اليمنيين أثناء قيامهم بأعمال الصيد في سواحل مديرية ذباب كما قامت قوات خفر السواحل الإرتيرية بمصادرة أكثر من 20 قارب والاعتداء على أربعة صيادين آخرين بالضرب المبرح دون أن تقوم قوات خفر السواحل اليمنية بالرد على هذه القوات الإرتيرية المعتدية وحماية الصيادين اليمنيين والحفاظ على المياه الإقليمية اليمنية والتي صارت مستباحة من قبل الجميع للأسف الشديد, فهذه الحكومة والحكومات التي قبلها فرطت في سيادة اليمن في البر والبحر والجو.
وتقوم القوات الإرتيرية منذ سنوات بالتعدي على المياه الإقليمية اليمنية والصيد الجائر فيها والاعتداء على الصيادين اليمنيين وخطفهم واحتجازهم لأشهر أو أسابيع, ثم تفرج عنهم بعد أن تجبرهم على القيام بأعمال شاقة من قبيل نقل الأحجار من الجبل لأماكن بعيدة أو العمل في مجال البناء بدون أي مقابل, كما أنها لا تعطهم سوى وجبة غذائية واحدة في اليوم.
جمعية أهلية لمكافحة التهريب:
وكنوع من الجهد الشعبي الذي يتوجه لمحاربة التهريب والإبلاغ عن السفن المشبوهة وبالتنسيق مع الأجهزة الأمنية والعسكرية تأسست "الجمعية الأهلية لمكافحة التهريب" من مجموعة من المواطنين والمهتمين وتقوم بالتنسيق مع الصيادين والمواطنين في المناطق الساحلية للإبلاغ عن وجود أي سفينة مشبوهة وقد قامت مشكورة بإبلاغ الأجهزة العسكرية والأمنية في المنطقة عن عدة حالات وساعدت في القبض عن عدة شحنات مشبوهة.
وفي هذا الصدد حذر العقيد/ فهد الخليدي, عضو الجمعية, مؤخراً من زيادة عملية التهريب الذي وصفه بالمنظم وتأثيره على الأوضاع الأمنية التي قال لـ " مأرب برس " إنها ليست بأحسن حال.
وأضاف أن عملية التهريب زادت وتيرتها في الآونة الأخيرة وبصورة منظمة وممنهجة وأن المهربين غيروا من أوقات وأساليب التهريب بعد القبض على صفقة الأسلحة من قبل اللواء "17 مشاه" وأن كميات كبيرة من الأسلحة فرغت على الساحل وفي نفس الأماكن المعروفة للتهريب.
ودعا الخليدي وزارتي الداخلية والدفاع إلى زيادة وتيرة اليقظة الأمنية للوحدات العسكرية والأمنية المرابطة على منافذ التهريب والتعاطي الإيجابي والسريع مع بلاغات المواطنين بهذا الخصوص.
قيادات عسكرية تتواطأ مع المهربين:
ما كان للتهريب عبر سواحل ذباب أن يستمر ويتواصل ويتطور إلى هذه الدرجة لولا وجود بعض النافذين وبعض القيادات الأمنية والعسكرية التي تتاجر عبر هذا التهريب أو تتستر على المهربين بمقابل مبالغ مالية طائلة.
وفي هذا الصدد تتهم مصادر في تعز قيادات عسكرية بتهريب النفط والتستر على المهربين وتقديم التسهيلات اللازمة لهم, حيث تشير أصابع الاتهام لقائد عسكري تحدثت وسائل إعلامية مؤخراً عن تهريبه (3500) برميل نفط إلى القرن الأفريقي عبر ميناء المخاء, وعن تقاضيه ما يزيد عن (200) ألف دولار شهرياً من منفذ ذباب بميناء المخاء مقابل تأمين وحماية التهريب.
بؤرة ساخنة تستدعي اهتمام السلطة:
طالما وهذا هو الحال فإن سواحل ذباب تستدعي اهتمام السلطة لمنع تهريب الأسلحة والمبيدات الصهيونية السامة والبضائع المغشوشة والبشر وغيرها وكشف المتورطين في هذه التجارة القذرة التي تستهدف أمن واستقرار اليمن وإحالته للمحاكمة وزيادة عدد قوات خفر السواحل وحماية المياه الإقليمية اليمنية والتي صارت مستباحة للصيد الجائر وللتجريف وإعادة النظر في بعض القيادات الأمنية والعسكرية الفاسدة ومكافأة القوات التي ألقت القبض على شحنات من الأسلحة وغيرها.. وكذلك حماية الصيادين اليمنيين من الاعتداءات الإرتيرية وغيرها فمن العار أن تقوم قوات خفر السواحل الإرتيرية بإطلاق النار على الصيادين اليمنيين داخل المياه الإقليمية اليمنية وتلقي بمراكبهم في عرض البحر وتخطفهم وتهينهم وتشغلهم كعبيد لديها.
فهل ستصحو السلطة بعد كل هذا وتهتم بسواحل ذباب وتغلق باب التهريب أو تحد منه, أم أننا نصرخ في صحراء وننفخ في قربة مقطوعة؟!.
محمد مصطفى العمراني
بتواطؤ من قيادات عسكرية ونافذين..ذباب وكر التهريب 2166