المؤامرة الانقلابية على الديمقراطية في مصر وعزل رئيس شرعي منتخب من الشعب مؤامرة دنيئة تولى كبرها أمراء نفط ودوائر غربية مسيحية ويهودية وطامعون في الحكم وعملاء مرتزقة، ولقد كشفت أحداث مصر مدى الحقد الدفين ليس للإخوان فقط بل لثورة 25 يناير المصرية وثورات الربيع العربي بشكل عام، ففي الأحداث المصرية انكشف المستور ليتبين للرأي في الواقع العربي أن هناك أعداء في الداخل والخارج يتربصون بمصر وبهذه الأمة، ولعل أعداء الداخل أشد خطورة من أعداء الخارج، لقد ضخ بعض أمراء النفط أموالا خليجية كبيرة من أجل انقلاب مصر بعد أن دمروا بهذه الأموال دولاً عربية كالعراق ولبنان وسوريا، وجاء دور مصر كي يدمروا جيشها وبنيتها وديمقراطيتها الناشئة، ويثيرون الفتن فيها كي لا تبقى دولة لها مكانتها وقرارها في المنطقة.
إن أعداء مصر يريدون مصر دولة ضعيفة وهزيلة ودولة قرارها مرتهن بيد الغير، يريدونها تابعة لأمريكا ولأمراء النفط يريدونها حصنا منيعا لحماية أمن إسرائيل، ولو نظرنا إلى أعداء مصر اليوم سنرى أن الأعداء قد انكشف أمرهم ولم يعد خافيا على المصريين وعلى كل أحرار العالم حقيقتهم من هم؟ وماذا يريدون وماهي أهدافهم؟، ولعل أبر ز هؤلاء الأعداء هم اليهود الذين تضرروا من سقوط مبارك الحليف الوثيق لهم، وتضرروا كثيراً من رئاسة الإسلاميين لمصر، كما أن اليهود عملوا في كل اتجاه من أجل.
الانقلاب على مرسي، ولقد تحركت دوائرهم ودوائر النصارى ودعمت بكل قواها نصارى مصر ومعارضي الإخوان، وكان لبعض الأنظمة الخليجية العميلة للدوائر الغربية الدور الأكبر في الانقلاب, فلقد خططت تلك الأنظمة ومولت الانقلاب, وذلك لأنها تخاف من الديمقراطية التي تعاديها كأنظمة وراثية عتيقة، ولخوفها أيضاً من الإسلاميين و من ثورات الربيع العربي، كما أن قوى ليبرالية وسلفية وغيرها وكذا جبهة إنقاذ مصر قد دخلت بقوة لتنفيذ الانقلاب الذي أصر الانقلابيون أن يُعطى صفة شعبية بحشد الناس في ميدان التحرير وبمبالغ كبيرة، ويُعطى أيضاً صفة دينية من خلال لقاء الكنيسة بالأزهر مع قادة الجيش، وكان لقادة الجيش التنفيذ الفعلي للانقلاب، وهناك من الشعب المصري من تكشفت له اللعبة فتحول من ميدان التحرير كمعارض للشرعية إلى ميدان رابعة العدوية كمؤيد لها، لقد بطش الانقلابيون من أول لحظة بالديمقراطية واستهدفوا حريات الآخرين ونالوا من الإعلاميين والصحفيين، وأغلقوا 17 قناة فضائية واعتقلوا الصحفيين والإعلاميين وقادة الإخوان واستهدفوا المتظاهرين بالقمع حتى توجوا قمعهم بمجزرة الفجر ليوم الاثنين والتي أستشهد فيها أكثر من 50 مواطناً مصرياً معظمهم من الإخوان المسلمين وهي مجزرة تشبه إلى حد كبير مجزرة جمعة الكرامة في اليمن في توقيتها وتنفيذها، لقد كشفت أحداث مصر مدى الحقد الدفين عند بعض أمراء النفط و عند الحكام المستبدين كسوريا والرئيس السابق في اليمن وغيرهم، وكشفت عن حاقدين دون سبب وعن ناشطين وإعلاميين وصحفيين اصطفوا – للأسف- مع الانقلابيين، في أحداث مصر.. وإن كان هناك 6 دول فقط هي التي اعترفت بالانقلاب من أصل 190 دولة فهو مؤشر على عدم شرعية هذا الانقلاب وعدم القبول به عالميا. لقد هناك فريقان فقط في أحداث مصر فريق مع الديمقراطية ومع الشرعية ومع مصر، وفريق آخر باع مصر بثمن بخس وقتل الشعب ووأد الديمقراطية وعزل الشرعية، وهنا أوكد أن كل مشجع- خارج مصر- لأي طرف من الطرفين يعلم تماما أين يقف اليوم في ظل أحداث مصر التي كشفت المستور، وتبين فيها الحق من الباطل، والصحيح من السقيم، والشرعية من الانقلابية.
*صرخة:
اغضب..
فإن قوافل الزمن الملوث
تحرق الأحلام..
في عين الصغار الضائعين
اغضب..
فإن العار يسكننا
ويسرق من عيون الناس لون الفرح
يقتل في جوانحنا الحنين
ارفض زمان العهر..
والمجد المدنس تحت أقدام الطغاة المعتدين
اغضب..
ففي جثث الصغار
سنابل تنمو..
وفى الأحشاء ينتفض الجنين!
* للشاعر فاروق جويدة
غالب السميعي
من هم أعداء مصر؟ 1858