ما زالت مجتمعاتنا يحكمها مزيج من التخلف والبدائية والعصبية وإن كان هناك بعض الدول اتدعي الديمقراطية زيفاً ويمكن أن يطلق على المجتمعات العربية "المجتمعات الكافرة بالديمقراطية".
إن مستلزمات الديمقراطية لا تنحصر في صندوق الاقتراع, فعملية التصويت بحد ذاتها سلوك قد يمارسه المستبدون والتقليديون والمتعصبون والظلاميون والجاهلون والهدامون الانتهازيون والكاذبون جنباً إلى جنب مع الوطنيين والديمقراطيين والكفاءات..
لذلك فإن المدنية والديمقراطية تتجاوز الصندوق لتصل إلى المناهج التعليمية ووسائل الإعلام والخطب والمواعظ في دور العبادة وآليات التربية في البيوت وفقاً لسياسات تنبع من استراتيجيات عبر سنوات عديدة وحتى ذلك الحين يبقى العرب على قارعة الطريق تتجاوزهم الشعوب الديمقراطية سياسيا واقتصاديا وثقافيا وحتى رياضيا منذ عشرات السنين..
فالفائزون بالانتخابات لا يؤمنون بالوطنية والتعددية ولا يرون من الصندوق إلا وسيلة لشرعنة الاستحواذ على الوطن ويسعون لابتلاع الوطن ولا الخاسرون يسلمون بالهزيمة, بل ينسحبون من المشهد السياسي في مسعى منهم لتعطيل وعرقلة الحكومة الجديدة ولإظهارها بصورة عرجاء لا تمثل كافة الأطياف, ولا يقف الخاسرون عند هذا الحد, بل يسعون وبكل الوسائل لتوتير الأجواء وللتجييش في الشارع للانقضاض على الحكم ولو على حساب استقرار الوطن وأمنه.
في اليمن مثلاً: غالباً ما يكون التصويت للقبيلة بدلاً من المدنية والحزب يلهث وراء القبلية لتضمن له مقاعد بالبرلمان أو تعينه في الانتخابات الرئاسية أو المحلية.. وفي الأخير نكتشف أن المنتخبين يمارسون اقتراعاً ولا يمارسون ديمقراطية.
إيمان سهيل
الكافرون بالديمقراطية 1490