منذ يومين (يهيج) قلمي لكتابة هذا المقال الذي قد اخترت عنوانه مسبقاً, إلا أن الرياح تأتِ بما لا يشتهِ القلم .. قد يكون في التأخير الخير واكتشاف أشياء كثيرة منها بداية وضوح الصورة التي ظل قلمي يكتب من بداية انقلاب وزير الدفاع المصري السيسي عن الشرعية بأنها لم تتضح بعد..
اتضحت الصورة التي تحمل في باطنها وظاهرها الوجه (القبيح) الذي كان يخفيه عنا دعاة القومية والعلمانية والاشتراكية وغيرها..
اتضحت الصورة وفيها عسكر و(بيادات) ورموز دينية مسيحية وحتى مسلمة وأعتقدها (مسيلمة) لما تقوم به من تناقض (سفيه) يجب أن لا نركن إليه.. ليس هذا فحسب بل اكتشفنا كذلك بأن الدعوات التي كان يطلقها رفقاء النضال المصريين وحتى في اليمن من المدنية ورفض حكم العسكر والقبيلة بأنها كانت مجرد دعوات كاذبة الهدف منها هو إضعاف الآخر حسب اعتقادهم (العقيم) الذي لم تسمح له (أيدلوجيته) بالتقدم والرقي بالفكر والتفكير حتى (نصف خطوة) ليسقط مبكياً عليه في وحل الحقد والكراهية و(عشق) الانتقام من الآخر..
سقط القناع عن حزب النور وعن حمدين صباحي والبرادعي وموسى وظهرت صورهم الحقيقة بواسطة كائن عسكري يدعى (سيسي) إلا أن حزب النور كان أقرب للمرأة التي صحت بعد أن وُجهت لها لطمة كانت هي في حاجة ماسة لها ولكن لا تنفع العودة والخروج من الوهم والعمالة بعد خروج الدم من راس القبيلي..
من كان منا يصدّق بأن واحد سيسي داس على إرادة 85 أو 90 مليون, من كان يصدّق بأن واحد سيسي سيقتل شعب مصر دون رحمة, من كان يصدّق بأن واحد سيسي سيصنع من نفسه (أسطورة مكروهة) يلعنها القاصي والداني حتى (عمار وأسامة) أولاد أخي الذَين لا يتجاوز أعمارها 5 سنوات...... الخ.
لنعي بأن واحد سيسي من هذا النوع عمل كل هذا فكيفك إذا كان أكثر من سيسي واحد ؟؟ ليسجل التأريخ بأن الإخوان المسلمين استطاعوا أن يغيّروا المعادلة الكونية التي باستطاعة الإنسان تغييرها فقد سُجنوا وهم حكّام وقُتِّلوا وهم كذلك وصودرت حقوقهم وهم قادرين على استعادتها بأي طريقة.. ليسجل التأريخ بأن الناصريين دعاة القومية والمثالية والعروبة قد قبلوا بأن تدوس بيادات العسكر على شعب مصر نكاية بالإخوان, وأن العلمانيين والاشتراكيين دعاة المدنية قد قبلوا بالتمرد العسكري والانقلاب, وأن الليبراليين دعاة الحرية اللامحدودة قد قبلوا بمصادرة حقوق الناس وحرياتهم وإغلاق قنواتهم ..
قبل أن أختم بفقرتين مهمتين أقول: أقسم وأقسم وأقسم بأن الصراع في مصر ليس على شيء سوى تصفيات حسابات مع جماعة الإخوان المسلمين ومحاولة (إبادتهم) من مصر وإخضاعهم من قبل معظم التوجهات المعادية ولكن نقول لهؤلاء: هل حلمتم بأنكم ستقضون على أناس سطروا أعظم حشد لقيام الليل في رابعة, وسطرتم أعظم حشد لمشاهدة (تعري) علياء المهدي واغتصاب الصحفية الهولندية وغيرها وما خفي كان أعظم..
قبل الختام هذه رسالة من أحد الشباب لي بالفيس بوك وعمره لا يتجاوز الـ17سنة وأبوه قيادي
في أحد الأحزاب القومية في اليمن: أنتم أيها الإخوان المسلمين ثاني عدو لي بعد أمريكا واسرائيل والكفار..
ختاماً : كنت قد وظفتُ نفسي للكتابة عن خير ضيف , لكنني لم أستطع الكتابة لضروف, وكما لا يخفى عليكم ما فعلته سلطات الانقلاب المصرية بالجيش والحشد الساجد فجراً أمام دار الحرس بمصر..
وشهر كريم وكل عام وأنتم بخير ولا تنسونا من الدعاء..
صدام الحريبي
واحد سيسي!! 1802