من الخطأ ان نشيع أن الثورات تقوم لتقضي على الفساد إنما نقول الثورة فتحت باباً للقضاء على منظومة الفساد وإحلال مكانها منظومة إصلاح اجتماعي واقتصادي وأخلاقي وهذا يحتاج إلى تظافر كل أبناء الوطن الثورة قد تكون باباً ينفذ من خلاله المصلحون الذين حاصرتهم السياسات الخاطئة من إقصاء ومكايدات عطلت جهدهم في الوقت الذي كان الفاسدون يصولون ويجولون.
إن منظومة الفساد التي تكونت عبر سنوات طويلة تحتاج إلى فترة أطول لتفكيكها وبناء منظومة جديدة مكانها تقوم على قواعد حرية الاختيار والمراقبة وعدالة المحاسبة.
إن المواطن البسيط ينظر فقط إلى حاله, فهو ميزان التغير فيظن بطرفة عين سيتحول حاله إلى أحسن حال بمجرد قيام الثورة لأنه لا يدرك تعقيدات منظومة الفساد التي تجذرت عبر عقود من الزمن في كل مؤسسات البلاد.
ولو نظرنا لثورة سبتمبر لوجدنا كم ظلت تداعياتها وآلامها وكذلك أي مرحلة اصلاحية فها هو اردغان رئيس وزراء تركيا يرد على رئيس حزب المعارضة الذي وصف اردغان بـ"الزبال" قائلا "أتشرف أن أكون زبالا لأنظف تركيا من فسادكم وها أنا ذا أنظفها منذ عشر سنوات ولم أنته بعد من تنظيفها " إن من السهل أن تهدم أوكاراً مدنسة ومن الصعوبة أن تبني مكانها مسجداً أو مؤسسة.
عشر سنوات ولم ينته بعد برغم الاستقرار الذي اعقب وصول حزب اردغان إلى السلطة عكس ما يحدث الآن في مصر, فما بالكم كيف سينظف فساد الفاسدين وهم ما زالوا يعبرون على الطريق ويعرقلون ويخربون؟
إننا بحاجة لزمن أطول وجهد أكبر, نحن بحاجة أن يتحول الرئيس والوزير والضابط والمدير إلى زبالين لينظفوا مؤسساتهم من الفساد ونكون على حذر من أن ننظف الفساد بفساد والنجاسة بنجاسة.
إذا نحن بحاجة ان نتحول كلنا إلى زبالين لننظف قلوبنا من الحقد والكراهية لبعضنا وننظف المكايدات السياسية وخطاب الفرقة من إعلامنا ونكنس بالتوبة المعاصي من حياتنا, فهي سر بلائنا ورمضان فرصة لذلك وكل عام وأنتم إلى الله أقرب وعن النار أبعد.