حينما تكتب عن حزب كبير كالإصلاح لا بد أن تكون باحثاً عميقاً تملك القدرة على فهم الفكر الذي يتحرك من خلاله الإصلاح وكيف يطبق معطياته على الواقع.. وتملك القدرة على الملاحظة والتحليل والاستنتاج.. ومهارة طرح الأسئلة حتى تستطيع الحصول على الأجوبة الشافية لما تبحث عنه.. فترى كثيراً من الدراسات أن التجمع اليمني للإصلاح أصبح نموذجاً فريداً في العملية السياسية.. وأصبح اليوم عامل توازن إقليمي ودولي.. كون الإصلاح ذي مرجعية إسلامية فهو عامل جذب لكل معتنقي الفكر الإسلامي وعامل تشذيب وتلطيف لهؤلاء الشباب من الغلو والتطرف وفلترا منقيا لكل المنضوين في لوائه والمعتنقين فكره من كل شوائب العنف، فهب أن هذه الحركة الإسلامية المعتدلة في العالم الإسلامي غير متواجدة فتصور كيف سيكون عليه حال الشباب الإسلامي إزاء ما يعانون وما يشعروا به من ظلم وضيم!.. وتخيل أن هذه الحركة الممتدة من الشرق إلى الغرب ومن الجنوب إلى الشمال بعددها وامتدادها الزمني تؤمن بالعنف والتطرف أو لو أنها قامت بردة فعل طبيعية إزاء ما اعتمل بها وبقيادتها وقواعدها من حرب وتنكيل كانت ستقلق العالم ولن تدع أحداً ينام.
ويقول الدكتور/ عبدالعليم باعباد إن الإصلاح أصبح إقليمياً عامل توازن على صعيد الجزيرة والخليج وعاملاً من عوامل الأمن والاستقرار, فهو من جهة يحمل الفكر السني المنفتح وهذا رصيد مهم لمستقبل العلاقات بالمنطقة, ثم إنه لا يحمل فكراً عدائياً أو تغييرياً تجاه الأنظمة السياسية بل فكراً إصلاحياً تدريجياً مقبولاً, أي أنه رصيد للحركة السنية في الخليج تجاه خط الفكر الشيعي المتعصب، لكنه بالمقابل لا يتعامل مع الفكر الشيعي المتعصب من منهجية استئصالية, بل بالتنوير والتغيير والتدرج فهو جسر يرتقي فيه أشكال الفكر الإسلامي على كلمة سواء بدون تفريط.. الإصلاح حزب يعرف ماذا يريد, ويعرف متى وكيف يحقق ما يريد.. أي أنه يمشي بخطى ثابتة نحو الأهداف المنشودة, لأنه يحظى بقيادة محنكة وواعية ويدرس واقعه ويعرف مآلاته.
أحمد الضحياني
هل الإصلاح عامل توازن إقليمي ودولي؟ 1361