الأخونة.. مصطلح ظهر بعد فوز الإسلامين وخاصة الإخوان المسلمين, فروّج لها الإعلام العلماني أنها شيطان رجيم مع أنه لا فرق بين العلمانيين وبين الشيطان بل الشيطان يخنس أكثر مما يظهر وهم يظهرون أكثر مما يخنسون وأرادوا أن يغرسوا في أذهان الأمة أن الإخوان إقصائيون, يريدون أن يستولوا على كل شيء مع أنهم هم المبيدون والساجنون والظالمون والمزيحون لغيرهم..
كم وظيفة تركوها للإسلامين خلال حكمهم الذي امتد عقوداً, كم وزارة ومؤسسة بل حتى المؤسسات الخاصة بأي إسلامي تم الاستيلاء عليها, اسألوا شركات توظيف الأموال بمصر وكيف لبسوها تهماً معلبة وجاهزة في أقبية الأمن (الخوف) وفي المقابل؟ أليس في قانون ديمقراطيتهم أن الحزب الفائز بالانتخابات يحق له تشكيل الحكومة بمفرده فما نسبة الإسلامين في الحكومة المصرية والتونسية وكذلك نسبة المحافظين في البلدين لا تتجاوز 7% بينما كانت نسبة العلمنة (والملعنة) تشكل في كل مفاصل الدولة 100% من الرئيس إلى فراش المدرسة؟ وعلى القارئ أن يعرف الفرق بين العلمانة والأخونة..
إن الإقصاء الذي مورس ضد الإسلاميين طوال العقود الماضية حتى تدخلوا في الحريات الشخصية بهم ومظهر الفرد منهم ولولا عجزهم لنقبوا في قلوبهم.. هذا كله هو الظلم الذي فجرّ ثورة الغضب في الأمة وجاء بربيع عربي كان من أهم ثماره الحرية التي صادرها العلمانيون لردح من الزمن..
الرئيس مرسي هاجموه وقالوا إن الإخوان هم من يسيروه مع أنه في عرفهم الديمقراطي أن الحزب الحاكم هو من يسير أمور الدولة وهذا ما فعلوه طوال حكمهم وهذا ما هو معمول به في دوا العالم هل يعزل مثلاً أوباما عن حزبه الديمقراطي ويخرج الأميركيون ليتظاهروا أن أوباما يسيره الحزب الديمقراطي؟
هذه فقط بدعة علمانية عربية, مرسي شُتم عبر وسائل إعلامهم وتكلموا في عرضه فلم يغلق وسيلة إعلام ولم يسجن أحداً ولم يقتل أحداً وهم بمجرد الانقلاب بلحظات أغلقوا جميع قنوات الإسلاميين واعتقلوا من استطاعوا وقتلوا من قدروا على قتله وسجنوا من قدروا عليه..
وأخيرا نقول: إن منهج العلمانيين هو من ثقافة وهوية الغرب الذي يعيش للمصالح وليس للمبادئ بل ويدوس على مبادئه إذا تعارضت مع مصالحه وأما الإخوان والاسلامين فإن منهجهم هو منهج الأمة منهج الإسلام ووسائلهم إسلامية ومبادئهم مقدمة على مصالحهم وهذا هو الفرق بين العلمنة والأخونة والحكم لأصحاب العقول.
محمد بن ناصر الحزمي
بين الأخونة والعلمنة 1371