هل صحيح أنه يوجد شخص بلا قرار؟!.. يقال : فلان لا يمكنه اتخاذ أي قرار!.. هو شخص بلا قرار!!
في الحقيقة أن هذا وصف غير واقعي, لا يمكن وجود شخص كهذا , لأن كل إنسان يمارس عملية اتخاذ القرار لا إراديا, وحتى الذي يبدو أنه شخص بلا قرار هو في حقيقة الأمر قد اتخذ قراراً بأن لا يتخذ قرراً..
القضية ليست أن تتخذ قراراً حيال أمر ما أو لا تتخذ.. بل القضية هي " هل اتخذت القرار الصائب؟
من سمات الشخصية القيادية: القدرة على اتخاذ قرارات سريعة وحاسمة, ويجب أيضاً أن تكون قرارات صائبة, لأن من سمات الشخصية القيادة " الرؤية الواضحة, والقدرة على استشراف المستقبل, لتصنع قراراً صائباً لابد من معرفة صفته..
إن أفضل وأبسط ما قل في صفة القرار الصائب أنه: فعل ما ينبغي كما ينبغي, في الوقت الذي ينبغي.
وهذه هي الحكمة" ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثراً"..
وثمة عوامل أخرى تسهم في صناعة قرار صائب:
* لا يمكن لأحد اتخاذ قرار وادعاء أنه يخصه بمفرده, فكلنا حلقات مترابطة في منظومة الحياة, فمما يجعل قرارك كما ينبغي, مراعاتك للأطراف التي يمسها قرارك الذي ستتخذه..
* القائد المحنك لا يتخذ قراراً يمكن الرجوع عنه, لأن القرار الصائب من صفاته أنه الذي لا ترجع عنه بعد اتخاذه مهما استجدت أمور..
أخيراً:
من حسن حظ شعبنا ويمننا أن الرئيس التوافقي " عبد ربه هادي مارس صناعة القرار بحنكة وقدرة أثارت إعجاب الكثيرين.
القيادة عملية صناعة قرار بالدرجة الأولى, ومن الذرائع التي توصل بها الانقلابيون ضد مرسي لإقناع الجماهير للخروج عليه هو ضعفه في جانب "صناعة القرار".
نبيلة الوليدي
هادي ومرسي وصناعة القرار! 1357