أسس الشراكة التوافقية
حرص المؤتمر الشعبي العام خلال فترة حكمه على خلق قيادات حزبية مستبدة في إطار المرافق العامة التعليمية تمارس أسلوبا ديكتاتوريا في إدارة المرافق العامة تسعى من خلال هذا الأسلوب إلى مراعاة مصالح الحزب على حساب المصلحة العامة التي يسعى المرفق العام إلى تحقيقها.
وهي في ذلك ترسم سياسة المرفق بالشكل الذي يجعلها تميل كل الميل نحو أهداف حزبية لا علاقة لها بالتعليم ولا بالمرافق العامة التعليمية ولا بالأساليب العلمية في إدارتها.
أن هذه القيادات الفاشلة التي لا تجيد فن الإدارة لا تقف في استخدامها أساليب غير علمية أو قانونية في إدارة هذا النوع من المرافق العامة عندما ممارسة هذا الأسلوب القمعي الذي لا يناسب طبيعة النشاط الإداري الذي يمارس في إطار هذا المرفق ونوعية الخدمة العامة التي يقدمها للجمهور ومتطلبات هذه النوعية من المرافق التعليمية مثل الحرية الأكاديمية وتنمية القدرة على الإبداع وأساليب المشاركة الطلابية وفق المبادئ الدستورية العليا وضمان الدفاع عن حقوق الأستاذ والطالب الجامعي.
بل تسعى هذه القيادة لتحرض بعضها البعض على قمع حركات طلابية لها أهداف نبيلة والعمل بكل جد لتشتيت أفرادها ومحاربة قياداتها الطلابية أو أساتذتهم الذين يحتضنونهم ويعملون بكل علمية على تنمية قدراتهم ومواهبهم, بدلا من دعمهم وإشراكهم في تطوير وبناء هذه المرافق العامة, والذين قد يكون لديهم من المواهب والقدرات والإمكانيات للإبداع ما يفوق قدرات زملائهم ممن تحتضنهم هذه القيادات ليس لمهاراتهم ولكن لانتمائهم الحزبي.
إن المرحلة التوافقية أو حتى المرحلة التي تليها والتي من المفترض أن تتميز بنظام ديمقراطي يؤمن بالحرية والعدالة والمساواة والمشاركة المتساوية المستندة على أساس حق المواطنة لا يتناسب البتة مع هكذا أساليب دكتاتوريه قمعيه تهدم ولا تبنى.
لذلك من الضروري السعي نحو تغيير هذه الأساليب الحزبية في إدارة المرافق التعليمية وعلى وجه الخصوص الجامعات الحكومية وذلك باعتماد أسس جديدة للإدارة في هذه المرافق التعليمية الحيوية في هذه المرحلة التاريخية من تاريخ اليمن من أهمها:
استبدال أسلوب الصراع من أجل البقاء بأسلوب التوافق من أجل البناء
احترام مساحة الآخر لإبداء الرأي والتعبير
عدم تجاوز حدود الآخر في البناء المشترك وما يترتب على ذلك من القبول بالآخر كقوة لها مكانتها ودورها في بناء المجتمع والاستماع إلي آرائها ونظرياتها التي قد تكون الأفضل من غيرها في الوصول الأسرع لوطن مشترك آمن نافع للجميع.
د. ضياء العبسي
رسالة إلى رئاسة المؤتمر الشعبي العام 1364