هل أصبح القتل في تعز عملة متداولة بدلاً عن عملتنا الرسمية؟!.. هذا ما تقوله وتوحي به أصوات الرصاص وتنقشه على الجدران وعلى الأجساد وتخطـّه الدماء على الأرصفة وعلى جدران البيوت.. إنّه الموت يتجول في شوارع تعز الرئيسية وفي أزقتها حاملا معه بندقيته يصيب بها من يشاء.
ماذا يراد لتعز ومن وراء كل هذا العبث؟
هل ضجرت تعز من مدنيتها وقررت خلعها.. وارتداء الهمجية والتخلف بدلا عنها وتعليق البندقية في كتفها بدلاً عن القلم كرمز لمدنيتها وسلميتها.. أم أن هناك من يعمل على جرجرتها من ظلالها الوارف وحلمها الهادئ إلى رمضاء النار والدم والدموع, وما هو ذنبها لكي تعاقب بهكذا عقاب.
هل يعقل أن يكون هذا الانفلات الأمني المريع وهذه الفوضى بسبب إهمال وتساهل القيادات الأمنية في المحافظة أم أن هناك من يعمل على إبطال مفعول تلك القيادات المسئوولة ويدعها في موقف المتفرج؟..
وإذا كان كذلك ما لذنب الذي ارتكبته تعز لتحاك لها هذه المؤامرة وتضعها على صفيح ساخن وملتهب وكل يوم يزيد اشتعالا.. وهل لشرارة الثورة التي انطلقت من قلب تعز علاقة بذلك؟.
وأخيرا أين عقلاء تعز ومشائخها وقياداتها وأحزابها.. لماذا لا ينتفضون ضدّ هذا التطنيش وهذا الاستهتار بدماء وأوجاع وصرخات تعز, بدلا من هذا الصمت المخزي أو المكايدات والدسائس فيما بينهم0
هل يعقل أن يكون اليوم رجلٌ في بيته وبين أبنائه يفطر مع أهله وفي اليوم التالي وفجأة ينام مضرجا بدمائه بين التراب أو في ثلاجة الموتى وبكل بساطة.. وكل هذا... لماذا؟
لأن هناك من أراد لتعز أن تظل تتلوى قتلاً ودماء ودموعًا وعطشا؟!
شُـــــــرفة:
قف أيها الرصاص
هذي تعز تمنحك إجازة طويلة
كي ترجع الأطيار
إلى أعشاشها
وكي تعود الشمس للسماء
وتنشر الضياء
وكي يعود للورود طيبها
وترجع الحياة
الآن قد حان الفطور
وهذه التمور تزين الموائد
ويضحك المكان
فليذهب الدخان
فخذ إجازة طويلة
يا أيها الرصاص
لنسمع الأذان
جلال الحزمي
القتل.. كعملة متداولة في تعز 1521