في هذه الأيام من السنة الماضية ذهبت مع أحد الأصدقاء إلى الجامع لصلاة التهجد, ونحن في الطريق تعرّض لنا أحدهم وقال: يا إصلاحيين حتى التهجد ما عذرتمونا منها , يعني أين ما بنروح تكونوا موجودين ؟؟ استغربت أنا وصديقي من هذا الكلام لأننا لم تربطنا أي علاقة صحبة أو صداقة بهذا الشخص ولا نعرفه أبداً, واصلنا المسير بعد أن بعثنا له بابتسامات هادئة لسان حالها : رمضان يا رفيق وعشر أواخر كمان, يعني لازم كل واحد مننا يصفّي قلبه ..
قبل أيام ونحن في الجامعة نتعاون مع الطلاب الجدد في مرحلة التسجيل والقبول والتنسيق كنا نساعد الطلاب في تعبئة استمارات التسجيل كي يكملوا معاملات التسجيل بنجاح , وأثناء انشغالنا بالكتابة إذا بأحد كوادر أحد أحزاب المشترك يمر علينا وهو يعمل في الجامعة ووظيفته حساسة وبدلاً من أن يسلم علينا أو يشكرنا مع أننا لسنا بحاجة لشكر أحد كوننا نعي بأن ما نقدمه هو خير ونرجو ثوابه من الله فقط قال : ما شاء الله شغَّالين حتى برمضان, ما تتعبوا حتى برمضان ؟!
بصراحة لا أعلم شخصياً ماذا يريد هؤلاء .. كيف برأيكم يعني نجلس نهمهم وننتظرهم لما يتخلصوا من حقهم الكسل ويخرجوا يشتغلوا مثل خلق الله, إذا كان شبابهم ليسوا حق عمل وشغل فما ذنبنا نحن ؟؟ طبعاً هذا العمل يذكرني بقصة الرجل الكسول : فقد كان هذا الرجل ينام حتى العصر وبعد ذلك يذهب لشراء القات ويظل مخزناً حتى الفجر وكان له جار أتى وسكن من بعده , وكان كل يوم عندما يستيقظ هذا الرجل الكسول يرى جاره كل يوم يرفع بناء بيته شيئاً فشيء, فكان
ذلك يغيض الرجل الكسول مع أنه يعلم بأن جاره يعمل ويتعب ويشتغل فكان كل يوم يصطنع له مشكلة وعذر, ويذهب ليحرِّض الناس عليه , فلما تيقن بأنه قد فشل في
كل المحاولات ذهب ليتهم جاره بأنه ينهب حقوق الناس وأنه يبني من خلالها وأنه دخيل على الحارة ويجب مساءلته من أين الأموال التي يبني بها ومحاكمته مع علمه الكامل بأنه لا يتوقف من دون عمل أبداً حتى يكسب المال للبناء به والأدهي من ذلك أن الجار النشيط كل يوم يخرج ليصل الفجر ويذهب للعمل والجار الكسول مخزن أمام باب بيته ويراه بأم عينه , وعندما يعود من العمل في الليل يمر وجاره الكسول لا زال مخزناً.. وهذا هو حال بعض الأحزاب اليوم والا انا غلطان ؟؟ وفي الختام أقول : خواتيم مباركة
واللهم إنك عفوٌ كريمٌ تحب العفو فاعفُ عنّا يا كريم ..
صدام الحريبي
سياسة في العشر الأواخر !! 1462