الثورة المصرية ثورة 25 من يناير ولدت ناقصة وتم الانقلاب عليها في أول يوم بحجة حمايتها من قبل العسكر الذين هم في الأصل رجال مبارك و الذين عملوا على الحفاظ على أركان النظام ومنظومة الدولة العميقة . ..لقد ظل مبارك يحكم هو يحاكم .
صحيح انه تم أجراء انتخابات برلمانية ورئاسية حرة ونزيهة لم تشهدها مصر كان نتائجها فوز كاسح لتيارات الإسلامية وهذا لم يعجب أركان النظام ومنظومة الدولة العميقة فتم حل مجلس الشعب من قبل المحكمة الدستورية المعينة من قبل مبارك... وأستمر مسلسل التآمر حتى تم الانقلاب على الرئيس المنتخب الذى كان هو المظهر الوحيد لثورة يناير لتعود مصر من جديد إلى عهد الدولة البوليسية.. كأنك يا ابو زيد ما غزيت !
لا يمكن أن يكون هناك ديمقراطية في ظل وجود العسكر.. لان العسكر و الاستبداد وجهان لعملة واحدة ..و أين ما وجد العسكر وجد الاستبداد ..هذه حقيقة لها شواهد تاريخية كثيرة .. لذلك نقول بكل اسف ان المصرين الذى خرجوا اليوم لتفويض "السيسي" صنعوا فرعون جديد في مصر و وضعوا أخر مسمار في نعش الديمقراطية ..
لو أراد المصريون أن يقوموا بثورة حقيقة تحقق أحلام الشعب في بناء دولة حقيقة فعليهم ان يقوموا بثورة ضد العسكر الذين اثبت الأحداث انهم الحاكم الفعلي لشئون الدولة في مصر وهم من يملكون أدارتها هم من حسموا مسار الأحداث في ثورة يناير وتمكنوا من احكام السيطرة على الأمور وعزل أول رئيس منتخب بكل سهوله بدون أي مقاومة ..سوف يظلون هم اللاعب الأساسي في مسار الأحداث.. حتى ان تمت انتخابات جديدة وجاء رئيس منتخب ..فهم من يحسم الأمور في نهاية الأمر لأن القوة في أيديهم .. الذين خرجوا في 30 يوليو يطالبون برحيل الرئيس محمد مرسى ما كانوا ليخرجوا بهذه الكثافة لولا تقتهم بان الجيش سوف ينحاز لهم .لو انهم يعلمون ان الجيش ليس في صفهم ما كانوا فكروا بالنزول و الاحتشاد.. اذا أن الثورة الحقيقة التي يحب ان يفكر بها المصريون إخراج العسكر من المعادلة السياسية تماما.
تيسير السامعى
عسكرة الثورة المصرية 1465