الانقلابيون في مصر لم يحترموا الدم ولا حقوق المواطنة ولا حق التعبير, وقد بدى هذا واضحاً من الممارسات البشعة واللا إنسانية أثناء فض الاعتصامات، فلا يمكن أن يتوقفوا عن التنكيل بالإخوان والإسلاميين عموماً من خلال الملاحقة والاعتقالات والسجن والتعذيب وتلفيق التهم الجنائية لهم.
لا يوجد مؤشر على تطبيع العلاقة أو المصالحة مع هذا التيار العريض, وكل المؤشرات تشير إلى أن الانتقام سيكون هو المسيطر وعنوان المرحلة, وقد تكون فترة السيسي أشد قسوة وإرهاباً من فترة عبدالناصر.. وهذا ما سيدفع بالإخوان والإسلاميين ومؤيديهم إلى الاتجاه نحو ممارسة العنف كمجموعات صغيرة وأفراد, بدافع إما الثأر أو الدفاع عن النفس, ومن أجل البقاء والحياة بكرامة.
لا يمكن أن نعيب الإخوان بعد الذي حدث يوم أمس إذا كان العنف هو عنوان المرحلة, فسلطة الانقلابيين هي من دفعتهم لذلك, نتيجة ممارسة العنف بحقهم ومصادرة إرادتهم وسلميتهم, فالانقلابيون لا يتعاملون مع الإسلاميين إلا بالقوة والقوة المفرطة, ولا يوجد لديهم أي مؤشر لمصالحة أو حتى احترام أو تفهم لحقوق هذا التيار, وهذا ما سيدفعهم نحو العنف كطريق بديل, لأن الانقلابيين سدوا في وجوههم كل الطرقات.
عباس الضالعي
سياسة الدفع بالإخوان نحو العنف 1295