إن أخونة الديمقراطية يعني سلفا اتهامها بالإرهاب.. ويترتب عليه اتهام أغلبية الشعب المصري بالتعاون مع الإرهاب لأنه صوت للإرهابيين – بتعريف أمريكا للإرهابيين- فما يحدث في طالبان أفغانستان إرهاب وهكذا صارت الديمقراطية عندما أفرزت الإخوان.. فأنت ضد مصلحتي وتسيدي على العالم إذاً أنت إرهابي سواء استعملت الوسيلة السلمية الحضرية الانتخابية أم استعملت البندقية..
لهذا حماس إرهابية وترتدي حلة شيطانية حتى وإن فرضت نفسها عبر أمان الصناديق الانتخابية وحزب اللات حركة وطنية ويرتدي حلة ملائكية وإن فرض نفسه عبر فرمان البندقية.. وما يزعجني أن هناك حقائق ومسميات أو مصطلحات تغيب - للأسف- حتى عن كبار المفكرين والمحللين السياسيين أو بمعنى آخر يظهر على توصيفهم للأحداث والمسميات ضعف دقة في التوصيف عند قراءة أحداث الثورة وما يلف هذه الأحداث من مسخرة.. فالجيش العربي في حقيقة أمره.. والمصري أنموذجاً..
إن هذا لم يضعف دوره وأنه لم يشغل نفسه بالسياسة؛ بل التوصيف الدقيق -بتصوري- أنه تم تفريغه من مهامه ووظائفه الوطنية المرتبطة بالدين والولاء للوطن.. إلى مهام هي بالضد من ذلك تماماً؛ إذ حرفت السياسة الأمريكية ١٨٠ درجة دور الجيش المصري عن حماية سيادة الوطن جوا وبرا وبحرا.. ليتحول إلى قاتل يقتل شعبه بدم بارد.. وذلك بعد أن باع سيادة وطنه وكرامة إنسانه.. إن ثمن ذلك البيع وهذا القتل هو ١٣ مليار تقدم - حسب التوصيف الغلط- كمساعدات للجيش المصري حتى يأخذ بكل وسائل التقنية العسكرية تسليحا وتكتيكا ليكون للعدو الصهيوني المحتل بالمرصاد.. إن تسمية الـ ١٣ مليار دولار إذا أصر البعض على تسميتها بالمساعدات لن يترتب عليها إلا هذا الغرض حماية المصريين وكرامتهم وسيادة وطنهم من أن تعتدي عليها إسرائيل.. فهل على أرض الواقع تلمس ذلك ؟ أم أنه يحصل الضد تماماً!! لهذا دعونا نسمي الـ ١٣ مليار هي ثمن بخس بيع جنرالات أو قادة الجيش المصري لكرامة الشعب المصري واستباحة سيادة وطنه.. هذا هو المسمى الحقيقي لما تسميه أمريكا مساعدات أو هبات.. وهذه المليارات طبعاً لا تصب في جيوب غلابا الجيش المصري؛ بل في جيوب جنرالاته وحدهم..
وبناء على هذا لست مبالغا إذا ذهبت إلى أن الجيوش العربية إنما تم إعدادها لحماية المصالح الغربية، فظاهرها - فيم يخص العرب - ظاهرها فيه الرحمة وباطنها من قبله العذاب.. وعندما يحين وقت تصادم مصالح الغرب بديمقراطية العرب- ديمقراطية ربيع الثورات العربي أنموذجاً- تتضح حقيقة الجيوش وتتكشف حقائقها ظاهرا وباطنا.. ليتحول الجيش إلى آلة حربية كآلاته الحربية ليقتل شعبه بعد أن يحضر له تهمة الإرهاب وبعد أن يغيروا مصطلحات الأشياء ليسموا حركات الشوارعية ثورية مستبدلين إياها بالديمقراطية.. وبدلاً من الصناديق الانتخابية يقيسون الديمقراطية بالأمتار والمروحية ويحرفون مسميات القضية فينسبوا الديمقراطية والشرعية - دون ذرة خجل - إلى المنظمات الإرهابية.. هكذا تصبح الديمقراطية في البلاد العربية إرهابية.. ومن يتخذها وسيلة ووصل عبرها إلى الحكم يسمى إرهابيا.. فالإعلام المصري لم يكتف بشيطنة الإخوان بل شيطن حتى ديمقراطية الغرب في أرض العرب.. وصار القانون قاتلاً ومهمته حماية الناس من القتل.. هذه حقيقة مسميات ما يحدث في مصر وفي بقية بلدان الربيع العربي.. يقدرك حقيقتها حتى الغبي من شدة انكشافها وتساقط قناعها..
إن تصادم مفرزات الديمقراطية العربية مع المصالح الغربية تجعل الديمقراطية منظمة إرهابية تفرز الإرهابيين وتعريف الإرهابي يصبح جد بسيط هو الذي يقدم مصلحة وطنه على مصلحة الغرب, وعندما تشيطن الديمقراطية فأنت أمام إفلاس القيم وإسالة الدم.
د.حسن شمسان
عندما تصبح الديمقراطية منظمة إرهابية! 1141