لعل من المفروض في الثورات العربية أن يشكل إسقاط النظام وطرح البديل جوهر العلاقة المرحلية والاستراتيجية بين أطراف المعارضة التحررية.
وللأسف فإنه منذ انطلاق الحراك الشعبي العربي وحتى يومنا هذا لم نلمس برامج ومراحل وأهداف وقيادة وطنية تقود الثورات العربية، عدا أنه تم التساهل وحضرت المكايدات السياسية إلى حد دخلت فيه قوى ثورية خط المؤمرة, الأمر الذي جعل قوى الأنظمة الساقطة تتمكن من تهديد الربيع العربي والانقضاض عليه.
من المفروض ان تكون الشعوب حاضنة الثورة وهذا ما يعني غياب التلاحم والتلازم بين النضال الشعبي الوطني والنضال الاجتماعي في اطار معركة التحرر من النظام والتبعية في آن واحد..
إن ما يجري في بلدان الربيع العربي -بحسب الكاتب العربي د/شكري الهزَّيل- هو غياب المقاييس الوطنية عن مجرى الأحداث في العالم العربي و سيستغرق الأمر وقتا طويلا إلى حين حضور الغائب الحاضر من هذه المقاييس الوطنية..
إن نضالات الشعوب العربية أخذت دوماً صبغة النضال الوطني التحرري وكذلك النضال الاجتماعي و قد تداخل دوما النضال الوطني والاجتماعي وكانا دوماً هدف رئيسي من أهداف النضالات العربية عبر التاريخ, بمعنى التحرر الوطني والاجتماعي من سلطة الحاكم الخائن والدكتاتور وتبعيته للغرب وفي نفس الوقت المطالبة بالحقوق والعدالة الاجتماعية..
ومن الواضح أن هنالك صراعاً أيديولوجياً وسياسياً بين الحركات والقوى التي تحارب الأنظمة هذا بدى واضحاً في كل الثورات التحررية في الربيع العربي وهو ما أفرز عدم الاتفاق عن الاصطفاف المرحلي وصياغة استراتيجية لا سقاط النظام وإحلال بديل أفضل يحقق كل أهداف الثورة دون نقصان.
من المفروض أن تفرض المعركة التحررية من الأنظمة الدكتاتورية وحدة صف جميع القوى والتيارات الوطنية في اتجاه إسقاط النظام وتحرير الوطن من هذا النظام ومشتقاته وحلفاءه.
إيمان سهيل
الانقضاض على الربيع 1376