لا يظن أحد ممن يسفكون الدم الحرام في دماج انهم لن ينالوا نصيبهم المكفول في ميزان الحق الثابت الذي لا يسقط أبداً بالتقادم مهما شوهت صفحاته الملطخة بالدماء الطاهرة الزكية التي تراق على مرأى ومسمع من كافة القوى السياسية والحركات الثورية والأحزاب والمنظمات الحقوقية وغيرها بعد أن انعطفت ألسنتهم لتتكلم من خلف رؤوسهم صم بكم عمي لا يرون الواقع على حقيقته وكيف لا يخرسون ألسنتهم ويصمون آذانهم وهناك حكومة لا تتدخل في الشأن الداخلي لصعده لأن في ذلك التدخل مساس بسيادة ذلك البلد الشقيق الذي يعاني الويلات جراء ظلم السلاح الإيراني الذي أغرقه كما أغرق دولاً مجاورة أصبحت اليوم أثراً بعد عين, بينما نجد أن الحوثيين لم يتكرموا علينا سوى بالقتل والتشريد والظلم الواقع على شريحة واسعه من أبناء صعده وبعض مناطق حجه المثخنة بالجراح فحق لهم ان يكونوا بذلك كراما قتله بما صنعته وتصنعه أيديهم الآثمة التي لا تعرف سوى الغدر والخيانة ولأن المشروع الصفوي لا يشتهي إلا الدماء فكان ما يحصل اليوم في بلادنا هو ثمرة لذلك المشروع الدموي الذي يغزوا البلاد العربية يعززه في ذلك بعض حملة نفس المشروع الذين باعوا ضمائرهم وعروبتهم ومنهج الإسلام الصحيح فبادرت ايران لتشتري منهم ذلك بثمن باهض تهفوا إليه نفوسهم لا يحملون دينا ولا ذمه بينما يحثون الخطى مسرعين لتفريق الصف الإسلامي وتقسيم البلاد العربية على أساس طائفي يكتنف مشروعهم الغموض حول أحقية الانتماء حينما يحاربون أهل الإسلام متخطين في ذلك كافة العقبات الربانية للحيلولة دون سفك الدم الحرام بل اصبحوا في ذلك كرماء يقتلون بالهويات كما حصل في العراق ويحصل وكذلك لبنان وسوريا ومن باب توضيح الحقيقة ربما يأتيني شخص عابر سبيل فيأخذني جانبا ويهمس في أذني قائلاً إني شخص لا أعرف هذه البلاد اعني اليمن ولكني مع ترددي عليها أصبحت أسمع بشيء يقال له دماج اسمع صراخه الآن فلماذا يبكي؟ وحقيقة في نفسي إنه سؤال ادهشني لبراءته حينها فتشت في مكتبتي فلم اجد له جوابا سوى هل تعرف المسجد الأقصى هذا في فلسطين وذلك دماج في اليمن إنها أرض مباركة أحاط بها الأعداء فهما حالتان تشابها في الوضع ولا شك أن لا يتشابها ن في العامل ويتفقا لذلك ها هي دماج القلعة الشامخة تتعرض لحملات التحويث والحصار كما تعني القدس من التهويد والحصار ولعل هجمات الحوثيين على دار الحديث دماج تحمل في مضمونها أمرين أحدهما؛ هل أن السلطة ستحاول ان تحسم القضية عسكرياً والآخر ماهي ردة الفعل التي ستعقب هذا الاعتداء فهل تسليم السلاح سيكون بمثابة أن لا استطيع أن أفرض مشاريع ايران في اليمن لأن هناك قوة رادعه لن مواجهتها ومن هنا يكمن الموضوع حينما نجد ان جماعة الحوثي تمرر سياساتها ولو على حساب الثلة الطاهرة الصامدة على ثرى دماج نعم دماج الذي لم نسمع عنه يوما انه قتل النفس الحرام أو شرد الآمنين من بيوتهم أو انتهك الحرمات لا يمكن ان يصنع ذلك بل يحمل بين أحضانه أناس صالحون آثروا الباقية على الفانية فصبروا على كل مكروه وعقدوا العزم لله كتاب الله مشتهاهم وسنتة نبيه مهوى أفئدتهم فحملوا لواء الكتاب والسنه في زمن قل حاملوه وكثر مهملوه وخاذلوه ومن ذلك الدار الذي أسسه الإمام المجاهد أبي عبدالرحمن مقبل بن هادي الوادعي لم يتوقف خيره على حدود صعده بل تعدى ليصل إلى أنحاء الجمهورية فخيره وافر ورسالته واضحة وقد وصلت أصدائها العالم فكسرت جدران الصمت رغم كل المعوقات والعقبات التي تقف في صد هذا النور الساطع لكي لا يصل إلى الناس جميعا ولكن الحوثيين مخطئون في حملتهم الشرسة التي تستهدف دماج ظانين انهم سيخمدون صوته ويخفون رسالته وهو الأمر الذي لم يتحقق ولن يتحقق بل علا صوته وظهرت رسالته قويه ولن يجني الحوثيون سوى العار والذل والهوان على قطعانهم الذين يسيرون خلفهم يحسبون أن دمائهم لن تراق بعد أن أشعلت أيديهم النار وسيدمغ الله الباطل بنصره في دماج وسيُولى صوت الحق ويداس الباطل تحت الأقدام. والسلام.
عمر أحمد عبدالله
إلى الحوثيين "دماج قلعه شامخة" 1575