في كلمته الأخيرة أمام طلاب كلية الشرطة تحدث الرئيس/عبدربه منصور هادي بشفافية مذهلة, رافعا الغطاء عن الكثير من حقائق الأحداث التي تخفى على عامة الشعب..
الكلمة توجهت برسائل هامة, وغاية في القوة والوضوح لكل من يعمل على تعطيل سير الوطن نحو مرحلة التوافق والأمان.. ذكر أسماء ومنظمات, وحقائق..
كل ذلك مدهش وغاية في الأهمية، غير أن ما شدني في خطابه أمور, منها :
1- احترامه لجنوده, وللمواطن البسيط حين شرع يسرد ويوضح سلسلة من الأحداث الجارية على الساحة السياسية , بدقة وموضوعية وصدق!!
2- إيراد إحصاءات وأرقام في معرض سرده للقضايا التي تناولها, وهذا يدلل على أنه يجمع المعلومات قبل اتخاذ أي قرار , ويستخدمها بدقة وذكاء..
3- ما لمسناه من خلال كلمته من شعور عال بمعاناة إنسان هذا الوطن , وذلك بنقله لصور من هذه المعاناة وتأكيده على أهمية رفعها عن كاهل المواطن..
4- بثه لروح العزة في نفوس الشعب باستعماله مفردات (شعبنا ذكي , نفتخر, نعتز, نجاح منقطع النظير , شعب عاقل, شعب طيب...)
5- بثه الأمل في نفوس الشعب بحديثه عن دور مؤتمر الحوار في صناعة مستقبل مختلف للجيل القادم... مستقبل أفضل!!
6- رفع مستوى الحس الوطني بين الناس, بتأكيده على الوحدة (الوطنية).. وبتبيينه لنقاط القوة في هذا البلد العريق في كل من : بعد الموقع الاستراتيجي , والبعد البشري (75%من سكان اليمن شباب)..
7- إعطاء النموذج الأمثل للقائد الباني وذلك بشعوره العالي بالمسؤولية , وبوضوحه ورؤيته المستقبلية , وتجرده وصدقه وعقلانيته, واستماتته في إخراج اليمن من أزماتها , والوصول بها لبر الأمان!!
8- تركيزه على عامل الزمن, مما يدلل على أنه شخص يعرف قيمة الوقت , منجز, يركز على النتائج ولا يغرق في التفاصيل..
9- تمتعه بالقدرة على التحفيز (مدحه لكوادر الشرطة وذكره لدورهم في حفظ أمن العاصمة في ذروة الأزمة عند انقسام الجيش!!
10- إعطاءه كل ذي حق حقه (الإشادة بدور اللجان الشعبية في دحر القاعدة من أبين)
11-_ شجاعته في تقديمه الاعتذار عن حرب 94 وحروب صعدة.. وعزمه على المضي في مجابهة القاعدة, واجتثاث جذورها من الوطن الحبيب!!
حقيقة.. شعرت كمواطنة وأنا أستمع لخطابه أنه يحترم عقلي, يقدرني, يشعرني بالأمان, يبشرني بغد أفضل, يبيع لي الأمل...
 وتيقنت بأنه يكرس جهده لإنجاز أفضل ما يمكن للوصول بالوطن الغالي لبر الأمان , وتجنيبه الانزلاق في هوة الاحتراب الداخلي..
أتمنى له مزيدا من التوفيق والسداد..
فبرغم كل التعقيد الغير عادي في المشهد السياسي في اليمن في هذه المرحلة الحرجة من تاريخه فقد أظهر هذا القائد الذي جاء لسدة الحكم راغما , أنه بحق رجل المواقف الصعبة!!