ستة شهور من استنفار الذات، ومشاركة المجموع من أجل الجميع.. ستة شهور وجه لوجه.. وتعود تلقائي في الجلوس "أقران" في طاولة الحوار.. رغم ما رافق مؤتمر الحوار الوطني من اختلاف وجهات النظر ودرجات التعصب وإظهار الذات في بعض الأحايين.. لكن بإمكاننا أن نتقبله كتجربة جديدة يعتريها النقصان وطبيعي أن ينقصها الكمال.. ومن يعيب هذا النقص هو شخص جاهل بطبيعة النفس البشرية التي يعتريها النقص والضعف.. فالإحاطة والكمال هي لله وحده.. فبإمكاننا أن نتقبل ذلك في حدود مقدرتنا وقدرتنا على أنها ستحقق ما نصبوا ونتطلع إليه..
فصحيح أن في مؤتمر الحوار (ظالم ومقتصد وسابق بالخيرات) يمكن حشدها كمتناقضات لتسخيرها في سبيل إنقاذ اليمن.. لكن ثمة من يخطو خطوة في الحوار ويتراجع إلى الوراء خطوات.. هناك من يؤمن بما يقدم في مؤتمر الحوار من رؤى ويكفر بها خارج قاعة الحوار.. أفعال كثيرة يقوم بها أصحابها هي مغايرة ومخالفة لقيم الحياة المدنية.. حوثيون في مؤتمر الحوار يتظاهرون بالمدنية.. وحوثيون آخرون في صعدة يظهرون الوجه والفعل الحقيقي للحوثيين، إرهاب الناس بعنف البندقية ودمار المدفعية.. يصادرون حقوق وحريات الآخرين.. تناقض الحوثيون الصريح هو ما لا يمكن حشده وهو ما يدفعني أن لا أتفاءل تحولهم إلى جماعة سياسية أو حزب سياسي وفي طريقهم للتفلت من الالتزام بنتائج مؤتمر الحوار الوطني.. بأي صفه يرى الحوثيون أنفسهم أكبر من غيرهم!, فالحق الإلهي في الحكم الذي يدعونه فكرة انتهت صلاحيتها!.
أحمد الضحياني
وطن تأكله السياسة 1519