البسطاء دائماً ضحايا نزوات وأطماع الساسة, البسطاء هم من يصنعون الثورات ويقدمون التضحيات من دمائهم وأرواحهم، والساسة دائماً يجنون الثمار، فيضيعون أحلام البسطاء وتطلعاتهم..
بعد عقود عاشتها الشعوب العربية في ظل أنظمة ظالمة مستبدة فاسدة خرج البسطاء إلى الشوارع من أجل الحرية وصناعة غد أفضل يحقق لهم الحياة الكريمة, فأزهقت أرواحهم وسالت دماؤهم, لكن أحلامهم وتطلعاتهم اصطدمت بأطماع الساسة و نزواتهم المرضية.
ما يحدث الآن في دول الربيع العربي هو صراع بين أحلام البسطاء وأطماع الساسة, الساسة يملكون المال والإمكانيات والبسطاء لا يملكون شيئاً سوى الإيمان بعدالة قضيتهم.. البسطاء صنعوا ثورات, لهم هدف واحد هو تحقيق العدل والمساواة والحياة الكريمة في ظل دولة تحمي الحقوق الحريات وتوفر تعليماً جيداً وصحة متميزة.. بينما الساسة أهدافهم متشتتة ومتعددة كل فريق له هدف يتوافق مع الأيديولوجيا التي يحملها.. لذلك تنازعوا واختلفوا بعد أن ترك البسطاء الشوارع وعادوا إلى بيوتهم ظناً منهم أن أحلامهم وتطلعاتهم في أيدٍ أمينة.
لقد أضاع الساسة أحلام البسطاء في مصر الذين خرجوا في ثورة يناير وأعادوا دولة القهر من جديد بسبب نزواتهم الأنانية, من المسئول عن عودة دولة مبارك سوى أطماع الساسة الذين سلمت لهم أحلام البسطاء ظناً منهم أنهم سوف يعملون على تحقيقها, لكن ترك هؤلاء الساسة ما يريده البسطاء ذهب كل فريق يبحث عما يريده هو, غير مبالين بما يحاك لهم ولثورتهم.
ما ذا يعني حل مجلس شعب وعزل رئيس منتخب بانتخابات ديمقراطية نزيهة سوى التحايل على إرادة البسطاء الذين ذهبوا إلى صناديق الاقتراع ومنحوا أصواتهم لمن يريدون.. ماذا يعني عودة العسكر إلى الحكم سوى الدوس على أحلام البسطاء وإعلان عهد القوة لا صوت يعلو على القوة.. ماذا يعني فتح السجون والمعتقلات وفض الاعتصامات السلمية سوى منع البسطاء من التعبير عن إرادتهم وتسليمهم بالأمر الواقع.
إذا كان الإسلاميون الذين وصلوا إلى السلطة بأصوات البسطاء قد فشلوا في تحقيق أحلامهم فهذا لا يعني أن الأمر قد انتهى وأن أحلامهم قد ماتت.. فلابد أن يعود الأمر إليهم من جديد.
أيها العسكر.. أيها الساسة من الليبراليين واليساريين ومتمصلحين ومأسلمين: يكفيكم ما فعلتموه في الماضي ودعوا البسطاء يحققون أحلامهم.
تيسير السامعى
دعوا البسطاء يحققون أحلامهم 1442